نحمدك اللّهمّ على ما مننت علينا من نور الهدى و المنجى من الردى، محمّد سيّد المرسلين 6، و انعمت علينا اليقين بالتحصين بولاية أمير المؤمنين و عترته الأنوار الباهرة الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين، و ألهمتنا البراءة من اعدائهم بالحجج القاهرة إلى يوم الدين.
و بعد، فإنّ من أهمّ المسئوليّات التي خصّ اللّه تعالى بها العلماء الربّانيين هي الدفاع عن حريم دينه و الذبّ عن الوجهة العلمية الدينية المتمثلة في القرآن العظيم و كلمات الرسول الكريم و ائمة الدين الاثني عشر (صلوات اللّه عليهم أجمعين)، و القيام أمام كلّ من يريد إلقاء الشبهة أو إيجاد البدعة في دين اللّه.
و اختيار اللّه جلّ جلاله العلماء لهذه المسئوليّة الباهضة يرجع إلى اقتدائهم بأنبياء اللّه و رسله الذين جعلوا هذا الواجب نصب أعينهم و صرفوا أعمارهم في سبيله. فالعلماء ورثة الأنبياء في ذلك، فيما لو عقدوا العزم على القيام بهذه المهمة، و هم المصابيح في ظلمات عصر الغيبة حينما يغتنم اعداء الإسلام الفرصة للقضاء على كيان الدين و استئصال جذوره، فانه عند ذلك يستضاء بانوار علماء الدين و يفرّ الخفافيش من وهج أنوارهم و بهم ينفي عن دين اللّه تحريف الغالين و انتحال المبطلين.
يقول الإمام أبو جعفر محمّد الباقر 7: «العالم كمن معه