بسم اللّه الرّحمن الرّحيم‌

الحمد للّه الذى فتح خزائن المعانى بمفاتيح العناية الإلهية، و كشف عن وجوه مخدرات المبانى نقاب الاشتباه بمصابيح الفيوضات الربانية.

و الصلاة و السلام على خاتم الرسل، الهادى إلى أقوم السبيل، محمد الساطع كوكب نبوته فى دياجير الفترة، و على آله و أصحابه و عترته الموفين على كل عترة.

أما بعد فيقول راجى عفو ربه، و أسير وصمة ذنبه، أحمد بن على الشهير بالمنينى‌

*

، ستر اللّه عيوبه، و غفر ذنوبه، و ملأ بزلال الرضوان ذنوبه: قد وقع فى مجلس مولانا السيد محمد أفندى هاشم زاده الهاشمى المذاكرة بالقصيدة الموسومة «بوسيلة الفوز و الأمان، فى مدح صاحب الزمان» المنسوبة لخاتمة أهل الأدب محمد بهاء الدين العاملى ;، فرأيته ناظر إليها بعين الاستحسان، معجبا بما فى أبياتها من دقائق سحر البيان، و لعمرى إنها لحريّة بذلك؛ فإنها مع رصانة مبانيها و دقة معانيها غير متوعرة المسالك، فسنح لى أن أخدم بشرحها خزانة كتبه العامرة؛

(*) قال فى معجم المطبوعات العربية و المعربة: أحمد بن على، بن عمر، بن صالح، بن أحمد، ابن سليمان بن إدريس الطرابلسى الأصل‌[طرابلس الشام‌]المنينى المولد، الدمشقى النشأ.

ولد بقرية منين (من قرى دمشق) سنة 1089 أخذ العلم عن الشيخ أبى المواهب المفتى، و الشيخ عبد الغنى النابلسى، و غيرهما.

كان لطيف الطبع، متضلعا فى الأدب و فنونه، درس بالعادلية الكبرى و بالجامع الأموى مدة عمره.

له شرح على قصيدة بهاء الدين العاملى صاحب الكشكول المسماة (وسيلة الفوز و الأمان، فى مدح صاحب الزمان) و يعنى بصاحب الزمان المهدى المنتظر.

توفى بدمشق سنة 1172 و دفن بمقبرة مرج الدحداح، ; تعالى.