يستحب للحاج و المعتمر أن يزور المواضع التي اتصلت بتأريخ الرسول 6، حتى أصبحت من آثار النبوة و من أجزاء تأريخها، و أن يتذكر و يتأمل و يعتبر، فيستفيد من عطاء هذه المواضع و يقتبس من أعمال الرسول و أقواله فيها في تركيز عقيدته و ترسيخ إيمانه و تصحيح عمله و تصفية نفسه.
فمن المواضع المذكورة غار حراء، و حراء بكسر الحاء و فتح الراء جبل طويل يكون في الشمال الشرقي من مكة، و غار حراء يقع في رأس الجبل مشرف مما يلي القبلة، و كان النبي 6 قبل نزول الوحي عليه يأتي هذا الجبل و يقيم في الغار أياما و ليالي للانفراد و التعبد فيه و التبتل، حتى نزل عليه الوحي و أمر بالتبليغ و أن يصدع بالرسالة.
و من المواضع التي تستحب زيارتها جبل ثور، و هو جبل يقع بأسفل مكة على طريق عرنة، و قد خرج إليه الرسول 6 مع صاحبه في ليلة الهجرة و اختبأ في الغار حتى أمره اللّٰه بالهجرة إلى المدينة.
المسألة 1132:
و من المساجد المباركة التي يستحب للناسك أن يزورها مسجد غدير خم، و هو الموضع الذي جمع الرسول 6 فيه المسلمين في رجوعهم من حجة الوداع و نصّ بالإمامة على أمير المؤمنين (ع) و أعلن كلمته في الولاية من بعده على الأمة، فقال 6: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، و فيه أنزلت الآية الكريمة (اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا) بعد عقد الولاية.