و قد استجاز منّي فأجزت له أن يروي عنّي جميع ما رويته عن مشايخي العظام، و ما استفدته من أساطين الأعلام و الأساتيد الكرام، كالحاج ملّا ميرزا محمّد المازندراني، و الشيخ زين العابدين الگلپايگاني، و الفاضل الأردكاني، و الحاج المير أبو القاسم الطهراني، و الحاج السيّد محمّد حسين و الحاج المير محمّد علي الكاشانيّين، و غيرهم ممّن شرحت حاله في كتابنا المسمّى بنخبة المقال في معرفة الرجال.

و قد أجزت له أن يروي عنّي كتب الأخبار، و لا سيّما الكتب الأربعة للمحدّثين الثلاثة الأوائل الذين هم و كتبهم في الظهور و الاشتهار كالشمس في رابعة النهار، و الكتب الثلاثة- أي الوافي و الوسائل و البحار- للمحمّدين الثلاثة الأواخر الذين هم و كتبهم كالشموس الزاهرة، و غيرها من كتب الحديث و التفسير و الفقه و النحو و الصرف و غيرها من علوم الأدب و فنون العرب.

و أن يروي عنّي جميع ما صنّفته و ألّفته في العلوم الشرعيّة المتفرّقة التي تبلغ المائة و الخمسين في الفقه و الأصولين و المنطق و المعاني و البيان و البديع و النحو و الصرف و الأمثال و غيرها ممّا شرحته في كتاب الفهرست، و لا سيّما كتابنا الكبير المسمّى بمنتقد المنافع في شرح المختصر النافع.

و شرطت عليه ما شرطه عليّ جماعة من مشايخ الأعلام من رعاية الاحتياط، و تعظيم العلماء و الفضلاء و تكريم الأتقياء و الصلحاء، و إغاثة الملهوفين و قضاء حوائج المسلمين، و توقير المشايخ و المعمّرين، و الاحتراز عن مصاحبة المبتدعين في الدين، و نشر الحلال و الحرام و ترويج شريعة سيّد المرسلين. و أن لا ينساني من الدعوات و لا سيّما في الأسحار و في أعقاب الصلاة، و أسأل اللّه أن يعطيه خير الدارين و سعادة النشأتين.

كتبه العبد الضعيف حبيب اللّه الشريف [1]

[1] مغني الفقيه في الفقه النبيه، ص 112- 114.