و به يعرف ما هي الوظيفة و المسئولية في كل ما يفعل و يترك من الأمور.
و به يعرف الانسان ما هو مكلّف به أمام خالقه و ربّه و ما انعم عليه المنعم الحقيقي من النّعم الظاهرة و الباطنة و أمام اوليائه و عباده، بل جميع مخلوقاته في ارضه و سمائه.
و به يعرف الحلال من الحرام و نظم اللّه تعالى في الحياة الفرديّة و الاجتماعيّة و السياسية منها و الاقتصادية و العمرانية و ربطه بالمجتمع و ربط المجتمع به.
فما من ناحية من نواحى الحياة الإنسانية إلا و علم الفقه يتكفّل بيان نظامها.
فيصحّ أن يقال: ان نظام الدين و الدنيا قائم به، لان هذا العلم بأشعته الوسيعة و جامعيّة اطرافه ضامن لقضاء جميع الحوائج البشريّة عبر القرون و مدى الايام الى يوم القيام، فلم يوجد و لن يوجد قانون أتم و أكمل و أوسع و أشمل من القانون الاسلامى المدوّن في كتب الفقه و خصوصا الفقه الجعفري و هو مما يعترف به كل منصف مراجع للقوانين المتداولة المنتسبة الى دين من الاديان السالفة أو موضوعة بالفكر البشرى.
و هذا الاسلام ينادى باعلى صوته هاتوا ايها الناس و خذوا من خزائن علوم الاسلام و اغترفوا من بحار معارفه.
فعندى دواء كل داء و شفاء كل سقم و جهل و بلاء و سبيل فوزكم و فلا حكم و صلاح دنياكم و عقباكم الى اين تذهبون لا تذهبوا الى الشرق و لا الى الغرب، و لا تقلّدوا الكفّار و اليهود و النّصارى، و لا تتّبعوا اهواءهم، و لا تسلكوا مسالك الالحاد و الضلال و مناهج جبابرة الأرض، و لا تكونوا عبيدا لهم، و لا تطيعوا امر المسرفين الذين ملحدون في آيات اللّه و يجلسون على كرسىّ التشريع و جعل الاحكام و سن