responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 67

وابن مجبر هو أبو بكر يحيى بن عبد الجليل بن عبد الرحمن بن مجبر الفهري ، كان في وقته شاعر المغرب ، ويشهد له بقوّة عارضته وسلامة طبعه قصائده التي صارت مثالا ، وبعدت على قربها منالا ، وشعره كثير يشتمل على أكثر من تسعة آلاف وأربعمائة بيت ، واتّصل بالأمير أبي عبد الله بن سعد بن مردنيش ، وله فيه أمداح ، وأنشد يوسف بن عبد المؤمن يهنيه بفتح : [الخفيف]

إنّ خير الفتوح ما جاء عفوا

مثل ما يخطب الخطيب ارتجالا

وكان أبو العباس الجراوي حاضرا ، فقطع عليه لحسادة وجدها ، وقال : يا سيدنا ، اهتدم بيت وضاح : [الرجز]

خير شراب ما كان عفوا

كأنه خطبة ارتجالا

فبدر المنصور ، وهو حينئذ وزير أبيه وسنّه قريب العشرين ، وقال : إن كان اهتدمه فقد استحقّه لنقله إيّاه من معنى خسيس إلى معنى شريف ، فسرّ أبوه بجوابه ، وعجب الحاضرون.

ومرّ المنصور أيام إمرته بأونبة [١] من أرض شلب ، فوقف على قبر الحافظ أبي محمد بن حزم ، وقال : عجبا لهذا الموضع ، يخرج منه مثل هذا العالم ، ثم قال : كلّ العلماء عيال على ابن حزم ، ثم رفع رأسه وقال : كما أنّ الشعراء عيال عليك يا أبا بكر ، يخاطب ابن مجبر.

ومن شعر ابن مجبر يصف خيل المنصور من قصيدة في مدحه : [الطويل]

له حلبة الخيل العتاق كأنها

نشاوى تهاوت تطلب العزف والقصفا [٢]

عرائس أغنتها الحجول عن الحلى

فلم تبغ خلخالا ولا التمست وقفا

فمن يقق كالطّرس تحسب أنه

وإن جرّدوه في ملاءته التفّا [٣]

وأبلق أعطى الليل نصف إهابه

وغار عليه الصبح فاحتبس النصفا

وورد تغشّى جلده شفق الدّجى

فإذ حازه دلّى له الذيل والعرفا

وأشقر مجّ الراح صرفا أديمه

وأصفر لم يمسح بها جلده صرفا

وأشهب فضّيّ الأديم مدنّر

عليه خطوط غير مفهمة حرفا

كما خطّر الزاهي بمهرق كاتب

فجرّ عليه ذيله وهو ما جفّا [٤]


[١] في أ«بأوقبة».

[٢] في ج : «نشاوى تهادت».

[٣] اليقق : الشديد البياض.

[٤] في ب : «كما خطط الزاهي ...».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست