responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 6

فأفرط بعض الحاضرين في استحسانها ، وقال : هذا ما لا يقدر أندلسي على مثله ، وبالحضرة أبو بكر يحيى بن هذيل [١] ، فقال بديها : [الطويل]

عرفت بعرف الريح أين تيمّموا

وأين استقلّ الظاعنون وخيّموا

خليليّ ، ردّاني إلى جانب الحمى

فلست إلى غير الحمى أتيمّم

أبيت سمير الفرقدين كأنما

وسادي قتاد أو ضجيعي أرقم [٢]

وأحور وسنان الجفون كأنّه

قضيب من الريحان لدن منعّم

نظرت إلى أجفانه وإلى الهوى

فأيقنت أني لست منهنّ أسلم

كما أنّ إبراهيم أوّل نظرة

رأى في الدرّاري أنه سوف يسقم [٣]

ومن كلام ابن بسام صاحب «الذخيرة» في جزيرة الأندلس : أشراف عرب المشرق افتتحوها ، وسادات أجناد الشام والعراق نزلوها ، فبقي النسل فيها بكلّ إقليم ، على عرق كريم ، فلا يكاد بلد منها يخلو من كاتب ماهر ، وشاعر قاهر.

وذكر أن أبا علي البغدادي ، صاحب الأمالي ، الوافد على الأندلس في زمان بني مروان قال : لمّا وصلت القيروان وأنا أعتبر من أمرّ به من أهل الأمصار فأجدهم درجات في العبارات وقلّة الفهم ، بحسب تفاوتهم في مواضعهم منها بالقرب والبعد ، كأنّ منازلهم من الطريق هي منازلهم من العلم محاصّة ومقايسة. قال أبو علي : فقلت إن نقص أهل الأندلس عن مقادير من رأيت في أفهامهم بقدر نقصان هؤلاء عمّن قبلهم فسأحتاج إلى ترجمان ، في هذه الأوطان. قال ابن بسام : فبلغني أنه كان يصل كلامه هذا بالتعجّب من أهل هذا الأفق الأندلسي في ذكائهم ، ويتغطّى عنهم عند المباحثة والمناقشة [٤] ، ويقول لهم : إنّ علمي علم رواية ، وليس علم [٥] دراية ، فخذوا عنّي ما نقلت ، فلم آل لكم أن صحّحت. هذا مع إقرار الجميع له يومئذ بسعة العلم وكثرة الروايات ، والأخذ عن الثقات ، انتهى.

ومن كلام الحجاريّ في «المسهب» د :


[١] كذا في أ، ب ، ج. وفي ه : «أبو بكر بن يحيى بن هذيل».

[٢] القتاد : شجر صلب له شوك كالإبر.

[٣] يشير إلى ما حكاه الله تعالى عن الخليل إبراهيم 7 في قوله : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ). سورة الصافات الآية : ٨٩. والدراري في البيت بمعنى النجوم.

[٤] في ب ، ه «المباحثة والمفاتشة».

[٥] في ب ، ه : «وليس بعلم دراية».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست