responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 55

كبّرت حول ديارهم لمّا بدت

منها الشموس وليس فيها المشرق

فاعتذرت للخراساني ، وقلت له : قد والله كبرت في عيني بقدر ما صغرت نفسي عندي ، حين لم أفهم نبل مقصدك ، فالحمد لله الذي أطلع من المغرب هذه الشموس ، وجعلها بين جميع أهله بمنزلة الرءوس ، وصلّى الله على سيدنا محمد نبيّه المختار من صفوة العرب ، وعلى آله وصحبه ، صلاة متّصلة إلى غابر الحقب [١].

كملت رسالة الشّقندي. وهو أبو الوليد إسماعيل بن محمد ، وشقندة المنسوب إليها : قرية مطلّة على نهر قرطبة مجاورة لها من جهة الجنوب.

قال ابن سعيد [٢] : وهو ممّن كان بينه وبين والدي صحبة أكيدة ، ومجالسات أنس عديدة ، ومزاورات تتّصل ، ومحاورات لا تكاد تنفصل ، وانتفعت بمجالسته ، وله رسالة في تفضيل الأندلس يعارض بها أبا يحيى في تفضيل برّ العدوة ، أورد فيها من المحاسن ما يشهد له بلطافة المنزع ، وعذوبة المشرع ، وكان جامعا لفنون من العلوم الحديثة والقديمة ، وعني بمجلس المنصور ، فكانت له فيه مشاهد غير ذميمة. وولي قضاء بياسة [٣] وقضاء لورقة ، ولم يزل محفوظ الجانب [٤] ، محمود المذاهب ، سمعته ينشد والدي قصيدة في المنصور وقد نهض للقاء العدوّ ، منها : [البسيط]

إذا نهضت فإنّ السيف منتهض

ترمي السعود سهاما والعدا غرض [٥]

لك البسيطة تطويها وتنشرها

فليس في كلّ ما تنويه معترض

قال : وسمعته يقول له : أنشدت الوزير أبا سعيد بن جامع قصيدة أوّلها : [البسيط]

استوقف الركب قد لاحت لك الدار

واسأل بربع تناءت عنه أقمار

لا خفّف الله عني بعد بينهم

فإنني سرت والأحباب ما ساروا

ومنها :


[١] في ه : «على غابر الحقب».

[٢] انظر اختصار القدح المعلى ص ١٣٨.

[٣] بياسة : بالأندلس ، بينها وبين جيان عشرون ميلا ، وبياسة على كدية من تراب ، مطلة على النهر الكبير المنحدر إلى قرطبة ، وهي مدينة ذات أسوار ومتاجر ، وحولها زراعات (انظر صفة جزيرة الأندلس ص ٥٧).

[٤] في القدح : «ملحوظ الجانب».

[٥] في القدح : «إذا نهضت فإن السعد منتصر ..».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست