responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 383

ووقف أبو أمية بن حمدون بباب الأستاذ الشلوبين ، فكتب في ورقة «أبو أمية بالباب» ودفع الورقة لخادم الأستاذ ، فلمّا نظر إليها الأستاذ نوّن تاء أمية ، ولمن يزد على ذلك ، وأمر الخادم بدفع الورقة إليه ، فلمّا نظر فيها أبو أمية انصرف ، علما منه أن الأستاذ صرفه ، فانظر إلى فطنة الشيخ والتلميذ ، مع أنّ الشيخ منسوب إلى التغفّل في غير العلم.

ومن حكايات أهل الأندلس في العفو أنّ المعتصم بن صمادح كان قد أحسن للنّحلي البطليوسي ، ثم إنّ النّحلي سار إلى إشبيلية ، فمدح المعتضد بن عباد بشعر قال فيه : [المتقارب]

أباد ابن عبّاد البربرا

وأفنى ابن معن دجاج القرى

ونسي ما قاله ، حتى حلّ بالمريّة ، فأحضره ابن صمادح لمنادمته ، وأحضر للعشاء موائد ليس فيها غير دجاج ، فقال النّحلي : يا مولاي ، ما عندكم في المرية لحم غير الدجاج؟ فقال :

إنما أردنا أن نكذبك [١] في قولك :

وأفنى ابن معن دجاج القرى

فطار سكر النحلي ، وجعل يعتذر ، فقال له : خفّض عليك ، إنما ينفق مثلك بمثل هذا ، وإنما العتب على من سمعه فاحتمل [٢] منك في حقّ من هو في نصابه ، ثم أحسن إليه ، وخاف النّحلي ، ففرّ من المرية ، ثم ندم فكتب إلى المعتصم : [المتقارب]

رضا ابن صمادح فارقته

فلم يرضني بعده العالم

وكانت مريّته جنّة

فجئت بما جاءه آدم

فما زال يتفقّده بالإحسان على بعد دياره ، وخروجه عن اختياره ، انتهى.

وقال في بلنسية أبو عبد الله الرصافي ، وقد خرج منها صغيرا : [الطويل]

بلادي التي ريشت قويدمتي بها

فريخا وآوتني قرارتها وكرا [٣]

مهادي ولين العيش في ريّق الصّبا

أبى الله أن أنسى اعتيادي بها خيرا


[١] في ب ، ه : «أردت أن أكذبك».

[٢] في ب ، ه : «فاحتمله منك».

[٣] في ه : «ريشت قديدمتي بها» تحريف.

والقويدمة : مصغر قادمة.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست