responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 322

وفلكها ، مع اشتهار في اللغة والآداب ، وانخراط في سلك الشعراء والكتّاب ، وإبداع لما ألّف ، وانتهاض بما تكلّف ، ودخل على المنصور وبين يديه كتاب ابن السري وهو به كلف ، وعليه معتكف ، فخرج وعمل على مثاله كتابا سماه ربيعة وعقيل» جرّد له من ذهنه أيّ سيف صقيل ، وأتى به منتسخا مصوّرا في ذلك اليوم من الجمعة الأخرى ، وأبرزه والحسن يتبسّم عنه ويتفرّى [١] ، فسرّ به المنصور وأعجب ، ولم يغب عن بصره ساعة ولا حجب ، وكان له بعد هذه المدة حين أدجت الفتنة ليلها وأزجت إبلها وخيلها ، اغتراب كاغتراب الحارث بن مضاض ، واضطراب بين القواني والمواضي [٢] ، كالحيّة النضناض [٣] ، ثم اشتهر بعد ، وافترّ له السعد ، وفي تلك المدة يقول يتشوّق إلى أهله : [الطويل]

سقى بلدا أهلي به وأقاربي

غواد بأثقال الحيا وروائح [٤]

وهبّت عليهم بالعشي وبالضحى

نواسم برد والظّلال فوائح

تذكرتهم والنأي قد حال دونهم

ولم أنس لكن أوقد القلب لافح [٥]

وممّا شجاني هاتف فوق أيكة

ينوح ولم يعلم بما هو نائح

فقلت اتّئد يكفيك أني نازح

وأنّ الذي أهواه عني نازح [٦]

ولي صبية مثل الفراخ بقفرة

مضى حاضناها فاطّحتها الطوائح [٧]

إذا عصفت ريح أقامت رؤوسها

فلم يلقها إلّا طيور بوارح

فمن لصغار بعد فقد أبيهم

سوى سانح في الدهر لو عنّ سانح

واستوزره المستظهر عبد الرحمن بن هشام أيام الفتنة فلم يرض بالحال ، ولم يمض في ذلك الانتحال ، وتثاقل عن الحضور في كل وقت ، وتغافل في ترك الغرور بذلك المقت ، وكان المستظهر يستبدّ بأكثر تلك الأمور دونه ، وينفرد مغيّبا عنه شؤونه ، فكتب إليه : [الطويل]

إذا غبت لم أحضر وإن جئت لم أسل

فسيّان منّي مشهد ومغيب


[١] تفرّى الليل عن صبحه : انشقّ وبدا الصبح ، وفيه استعارة.

[٢] في ب : «بين القواني والمواضي». والقواني جمع قناة على غير القياس.

[٣] الحية النضناض التي تحرك لسانها ولا تستقر بمكان.

[٤] الغوادي : الغيوم. والحيا : المطر.

[٥] لافح : هنا النار.

[٦] اتئد : تمهّل. والنازح : البعيد.

[٧] كذا في أ، ب ، ه. وفي ج «متى خاضتا فيها طحتها الطوائح» وفي المطمح «حتى حضناها طوّحتها الطوائح».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست