responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 296

وقال : [السريع]

عرّج على الحور وخيّم به

حيث الأماني ضافيات الجناح

واسبق له قبل ارتحال الندى

ولا تزره دون شاد وراح

وكن مقيما منه حيث الصّبا

تمتار مسكا من أريج البطاح [١]

والقضب مال البعض منها على

بعض كما يثني القدود ارتياح

وشقّ جيب الصبر قصف إذا

شقّت جيوب الطّلّ منها الرياح [٢]

لم أحص كم غاديته ثابتا

واسترقصتني الراح عند الرواح

وقوله : [الطويل]

ألا حبّذا روض بكرنا له ضحى

وفي جنبات الروض للطلّ أدمع

وقد جعلت بين الغصون نسيمة

تمزّق ثوب الطّلّ منها وترقع

ونحن إذا ما ظلّت القضب ركّعا

نظلّ لها من هزّة السكر نركع

وكان ابن الصابوني [٣] في مجلس أحد الفضلاء بإشبيلية ، فقدّم فيما قدّم خيار ، فجعل أحد الأدباء يقشرها بسكين ، فخطف ابن الصابوني السكين من يده ، فألحّ عليه في استرجاعها ، فقال له ابن الصابوني : كفّ عنّي وإلّا جرحتك بها ، فقال له صاحب المنزل : اكفف عنه لئلّا يجرحك ويكون جرحك جبارا [٤] ، تعريضا بقول النبيّ صلى الله عليه وسلم «جرح العجماء جبار» فاغتاظ ابن الصابوني ، وخرج من الاعتدال ، وأخطأ بلسانه ، وما كفّ إلّا بعد الرغبة والتضرّع.

ومن نظم ابن الصابوني : [الطويل]

بعثت بمرآة إليك بديعة

فأطلع بسامي أفقها قمر السّعد

لننظر فيها حسن وجهك منصفا

وتعذرني فيما أكنّ من الوجد [٥]

فأرسل بذاك الخدّ لحظك برهة

لتجني منه ما جناه من الورد

مثالك فيها منك أقرب ملمسا

وأكثر إحسانا وأبقى على العهد [٦]


[١] تمتار : تجمع.

[٢] في ب : «وشق جيب الصبح نور كما».

[٣] انظر القدح ص ٦٩. والمغرب ج ١ ص ٢٦٣.

[٤] جبار ـ بضم الجيم ـ هدر لا شيء فيه ، والعجماء : البهيمة.

[٥] أكنّ : أخفي.

[٦] وأبقى : اسم تفضيل من الفعل بقي.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست