responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 29

إذا ولد المولود منّا تهلّلت

له الأرض واهتزّت إليه المنابر

وقد نشأ في مدّتهم من الفضلاء والشعراء ما اشتهر في الآفاق ، وصار أثبت في صحائف [١] الأيام ، من الأطواق في أعناق الحمام : [الطويل]

وسار مسير الشمس في كلّ بلدة

وهبّ هبوب الريح في البرّ والبحر

ولم تزل ملوكهم في الاتساق كما قيل : [البسيط]

إنّ الخلافة فيكم لم تزل نسقا

كالعقد منظومة فيه فرائده [٢]

إلى أن حكم الله بنثر سلكهم [٣] ، وذهاب ملكهم ، فذهبوا وذهبت أخبارهم ، ودرسوا ودرست آثارهم : [البسيط]

جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم

بعد الممات جمال الكتب والسّير

فكم مكرمة أنالوها ، وكم عثرة أقالوها : [الرجز]

وإنّما المرء حديث بعده

فكن حديثا حسنا لمن وعى

وكان من حسنات ملكهم المنصور بن أبي عامر ، وما أدراك الذي بلغ في بلاد النصارى غازيا إلى البحر الأخضر ، ولم يترك أسيرا في بلادهم من المسلمين ، ولم يبرح في جيش الهرقل وعزمة الإسكندر ، ولمّا قضى نحبه [٤] كتب على قبره : [الكامل]

آثاره تنبيك عن أوصافه

حتى كأنّك بالعيان تراه

تالله لا يأتي الزمان بمثله

أبدا ولا يحمي الثغور سواه

وقد قيل فيه من الأمداح ، وألّف له من الكتب ، ما سمعت وعلمت ، حتى قصد من بغداد ، وعمّ خيره وشرّه أقاصي البلاد ، ولمّا ثار بعد انتثار [٥] هذا النظام ملوك الطوائف وتفرّقوا في البلاد ، وكان [٦] في تفرّقهم اجتماع على النعم لفضلاء العباد ، إذ نفّقوا سوق العلوم ، وتباروا في المثوبة على المنثور والمنظوم ، فما كان أعظم مباهاتهم إلّا قول : العالم الفلاني عند


[١] في ه : «أثبت إلى صحائف الأيام».

[٢] فرائده : جمع فريدة ، وهي الحب من فضة وغيرها يفصل بين حبات الذهب واللؤلؤ في العقد. وكذلك الفريدة : الجوهرة النفيسة.

[٣] نثر سلكهم : تفرق شملهم.

[٤] قضى نحبه : مات.

[٥] في ج : «بعد انتشار» وهو تصحيف.

[٦] في ب : «كان في ...» بإسقاط الواو.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست