وكان قد قصر أمداحه على المعتصم ، وكان يفد عليه في الأعياد وأوقات الفرج والفتوحات ، فوفد عليه مرّة يشكو عاملا ناقشه في قرية يحرث فيها ، وأنشده الرائية التي مرّ مطلعها إلى أن بلغ قوله :
لم يبق للجور
البيت.
فقال له : كم في القرية التي تحرث فيها؟ فقال : فيها نحو خمسين بيتا ، فقال له : أنا أسوّغك جميعها لهذا البيت الواحد ، ثم وقّع له بها ، وعزل عنها نظر كلّ وال.
وله ابن فيلسوف شاعر مثله ، وهو أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل [٣] المذكور ، وهو القائل : [الخفيف]
وابن أخت غانم هو العالم اللغوي أبو عبد الله محمد بن معمر [٥] ؛ من أعيان مالقة ، متفنّن في علوم شتّى ، إلّا أنّ الغالب عليه علم اللغة ، وكان قد رحل من مالقة إلى المرية ، فحلّ عند ملكها المعتصم بن صمادح بالمكانة العلية ، وهو القائل في ابن شرف الطمذكور : [الكامل]
[٥] انظر ترجمته في المغرب ج ١ ص ٤٣٣. وبغية الوعاة في طبقات النحاة ، وهو من علماء مالقة من أهل المائة السادسة ، متفنن في علوم شتى إلا أن الأغلب عليه علم اللغة وفيه أكثر تآليفه. (انظر بغية الوعاة ج ١ ص ٢٤٧).