responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 185

الخروف؟ وأشار إلى ولده ، فقال له الزهري : ما هو للبيع ، فقال : بكم هذا التيس [١]؟ وأشار إلى الشيخ الزهري ، فرفع رجله العرجاء وقال : هو معيب لا يجزئ في الضحيّة ، فضحك كل من حضر ، وعجبوا من لطف خلقه.

وركب مرّة هذا النهر مع الباجي يوم خميس ، فلمّا أصبحا وصعد الزهري يخطب يوم الجمعة ، والباجي حاضر قدّامه ، فنظر إليه الباجي وأومأ إلى محلّ الحدث ، وأخرج لسانه ، فجعل الزهري يلمس عصا الخطبة ، يشير بالعصا إلى جوابه على ما قصد ، رحمه الله تعالى!

ومرّ العالم أبو القاسم بن ورد صاحب التآليف في علم القرآن والحديث بجنّة لأحد الأعيان فيها ورد ، فوقف بالباب وكتب إليه : [الخفيف]

شاعر قد أتاك يبغي أباه

عند ما اشتاق حسنه وشذاه [٢]

وهو بالباب مصغيا لجواب

يرتضيه النّدى فماذا تراه [٣]

فعندما وقف على البيتين علم أنه ابن ورد ، فبادر من جنّته إليه ، وأقسم في النزول عليه ، ونثر من الورد ما استطاع بين يديه.

وحكي أن أبا الحسين [٤] سليمان بن الطراوة نحويّ المرية حضر مع ندماء ، وإلى جانبه من أخذ بمجامع قلبه ، فلمّا بلغت النوبة إليه استعفى من الشرب ، وأبدى القطوب ، فأخذ ابن الطراوة الجام من يده وشربها عنه ، ويا بردها على كل كبده ، ثم قال بديها : [السريع]

يشربها الشيخ وأمثاله

وكلّ من تحمد أفعاله

والبكر إن لم يستطع صولة

تلقى على البازل أثقاله [٥]

ودخل عليه وهو مع ندمائه غلام والكأس [٦] في يده فقال : [الوافر]


[١] في ه : «فبكم هذا التيس».

[٢] في ب ، ه : «شاعر قد عراك يبغي أباه».

[٣] في ج : «يرتضي بالندى» وقد أثبتنا ما في أ، ب ، ه.

[٤] في أ، ج «أبا الحسن».

[٥] في ه : «والبكر إن لم يستطع رحله» والبكر ، بفتح الباء سكون الكاف : الفتي من الجمال. والبازل : الذي طلعت نابه من الإبل.

ويشير الشاعر في هذا البيت إلى قول الشاعر :

وابن اللبون إذا ما لزّ في قرن

لم يستطع صولة البزل القناعيس

[٦] في ب ، ه : «بكأس في يده».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست