responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 180

مصنّفات في الحشائش لم يسبق إليها ، وتوفي بدمشق سنة ست وأربعين وستمائة ، أكل عقارا قاتلا فمات من ساعته ، رحمه الله تعالى!.

ومن حكاياتهم في الحفظ أن الأديب الأوحد حافظ إشبيلية ، بل الأندلس في عصره ، أبا المتوكل الهيثم بن أحمد بن أبي غالب ، كان أعجوبة دهره في الرواية للأشعار والأخبار ، قال ابن سعيد : أخبرني من أثق به أنه حضر معه ليلة عند أحد رؤساء إشبيلية فجرى ذكر حفظه ، وكان ذلك في أول الليل ، فقال لهم : إن شئتم تختبروني [١] أجبتكم ، فقالوا له : بسم الله ، إنّا نريد أن نحدّث عن تحقيق ، فقال : اختاروا أيّ قافية شئتم لا أخرج عنها ، حتى تعجبوا [٢] ، فاختاروا القاف ، فابتدأ من أوّل الليل إلى أن طلع الفجر ، وهو ينشد وزن : [الكامل]

أرق على أرق ومثلي يأرق [٣]

وسمّاره قد نام بعض وضجّ بعض ، وهو ما فارق قافية القاف.

وقال أبو عمران بن سعيد : دخلت عليه يوما بدار الأشراف بإشبيلية ، وحوله أدباء ينظرون في كتب منها ديوان ذي الرّمّة ، فمدّ الهيثم يده إلى الديوان المذكور ، فمنعه منه أحد الأدباء ، فقال : يا أبا عمران ، أواجب أن يمنعه مني وما يحفظ منه بيتا ، وأنا أحفظه؟ فأكذبته الجماعة ، فقال : اسمعوني وأمسكوه ، فابتدأ من أوّله حتى قارب نصفه ، فأقسمنا عليه أن يكفّ ، وشهدنا له بالحفظ.

وكان آية في سرعة البديهة ، مشهورا بذلك ، قال أبو الحسن بن سعيد : عهدي به في إشبيلية يملي على أحد الطلبة شعرا ، وعلى ثان موشحة ، وعلى ثالث زجلا ، كلّ ذلك ارتجالا.

ولمّا أخذ الحصار بمخنّق إشبيلية في مدة الباجي خرج خروج القارظين [٤] ، ولا يدري حيث ولا أين.

ومن شعره وقد نزل بداره عبيد السلطان ، وكتب به إلى صاحب الأنزال : [الكامل]

كم من يد لك لا أقوم بشكرها

وبها أشير إليك إن خرست فمي


[١] كذا في نسح النفح ، والأفضل أن يقال : «تختبرونني» أو «إن شئتم أن تختبرونني».

[٢] في ه : «حتى تعجبوا» وعجّ : رفع صوته.

[٣] هذا صدر بيت لأبي الطيب المتنبي والبيت هو :

أرق على أرقي ومثلي يأرق

وجوى يزيد وعبرة تتدفق

[٤] أي خرج ولم يعد ، ولم يدر أحد إلى أين ذهب. شأن القارظين المضروب بها المثل في عدم الأوبة.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست