فتحيّل في قليل برّ ووجّهه إليه وكتب معه : [البسيط]
المجد يخجل من يفديك من زمن
ثناك عن واجب البرّ الذي علما
فدونك النّزر من مصف مودّته
حتّى يوفّيك أيام المنى السّلما
ومن شعر عز الدولة المذكور : [الطويل]
أفدّي أبا عمرو وإن كان عاتبا
فلا خير في ودّ يكون بلا عتب
وما كان ذاك الودّ إلّا كبارق
أضاء لعيني ثم أظلم في قلبي
وقال الشقندي في الطرف : إنّ عزّ الدولة أشعر من أبيه. وأمّا أخوه رفيع الدولة الحاجب أبو زكريا يحيى بن المعتصم فله أيضا نظم رائق ، ومنه ما كتب به إلى يحيى بن مطروح يستدعيه لأنس [٣] : [الرمل]
يا أخي بل سيّدي بل سندي
في مهمّات الزمان الأنكد
لح بأفق غاب عنه بدره
في اختفاء من عيون الحسّد
وتعجّل فحبيبي حاضر
وفمي يشتاق كأسي في يدي
فأجابه ابن مطروح ، وهو من أهل باغة ، بقوله : [الرمل]
أنا عبد من أقلّ الأعبد
قبلتي وجه بأفق الأسعد
كلما أظمأني ورد فما
منهلي إلّا بذاك المورد
ها أنا بالباب أبغي إذنكم
والظّما قد مدّ للكأس يدي
[١] البيتان لزهير بن أبي سلمى المزني ، انظر شرح القصائد العشر للتبريزي تحقيق فخر الدين قباوة.