responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 165

شربت أعطافه ماء الصّبا

وسقاه الحسن حتى عربدا

فإذا بتّ به في روضة

أغيد يغذو نباتا أغيدا [١]

قام في الليل بجيد أتلع

ينفض اللّمّة من دمع الندى

ومكان عازب عن جيرة

أصدقاء وهم عين العدا

ذي نبات طيّب أعراقه

كعذار الشّعر في خدّ بدا

تحسب الهضبة منه جبلا

وحدور الماء منه أبردا

وقال يرثي القاضي ابن ذكوان ، نجيب ذلك الأوان ، وقد افتنّ في الآداب ، وسنّ فيها سنّة ابن داب ، وما فارق ربع الشباب شرخه ، ولا استمجد في الكهولة عفاره ولا مرخه [٢] ، وكان لأبي عامر هذا قسيم نفسه ، ونسيم أنسه [٣] : [الطويل]

ظننّا الذي نادى محقّا بموته

لعظم الذي أنحى من الرّزء كاذبا [٤]

وخلنا الصباح الطّلق ليلا وأننا

هبطنا خداريّا من الحزن كاربا

ثكلنا الدّنا لمّا استقلّ وإنما

فقدناك يا خير البريّة ناعبا [٥]

وما ذهبت ، إذ حلّ في القبر ، نفسه

ولكنما الإسلام أدبر ذاهبا

ولمّا أبى إلّا التحمّل رائحا

منحناه أعناق الكرام ركائبا

يسير به النّعش الأعزّ وحوله

أباعد كانوا للمصاب أقاربا

عليه حفيف للملائك أقبلت

تصافح شيخا ذاكر الله تائبا

تخال لفيف الناس حول ضريحه

خليطا تخطّى في الشريعة هاربا [٦]

إذا ما امتروا سحب الدموع تفرّعت

فروع البكا عن بارق الحزن لاهبا

فمن ذا لفصل القول يسطع نوره

إذا نحن ناوينا الألدّ المناوبا [٧]

ومن ذا ربيع المسلمين يقوتهم

إذا الناس شاموها بروقا كواذبا


[١] في ب : «أغيد يقرو نباتا أغيدا». وفي ج : «أغيد يغذو بنانا أغيدا».

[٢] المرخ والعفار : شجران سريعا الورى ، وفي أمثالهم «في كل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار».

[٣] ديوان ابن شهيد ص ٢٣.

[٤] الرزء : المصيبة.

[٥] في ه : «ثكلت الدجى لما استقلّ».

[٦] في ب ، ه : «خليط قطا وافى الشريعة هاربا».

[٧] في ه : «إذا نحن ناولنا الألد».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست