قال الحسن بن عليّ 8 : نعم ، اجتمعتم على جهل ، وخرق منكم فزعمتم أنّ محمّداً صنبور ـ أي أبتر لا عقب له ـ والعرب قاطبة تبغضه ولا طالب له بثأره [١] .
وفي هذا استعمل الثار في مطلق الدم فإنّه بعد لم يهرق حتّى يقال الدم المهراق ، وعلى هذا فالمعنى أنّه ليس لرسول الله 6 طالب لدمه لو اُريق ، وهذه المعاني مستفادة بتعدّد الدال .
٢ ـ قال الحسن بن عليّ أيضاً مخاطباً لعتبة بن أبي سفيان : وأمّا وعيدك إيّاي بقتلي فهلّا قتلت الذي وجدته على فراشك مع حليلتك وقد غلبك على فرجها وشركك في ولدها حتّى ألصق بك ولداً ليس لك لو شغلت نفسك بطلب ثأرك منه كنت جديراً وبذلك حريّاً ، إذ تسومني القتل وتوعّدني [٢] .
وفي هذا الحديث يقول : « طلب ثأرك منه » أي طلب الدم الذي له صلة بك ، ولك أن تقتصّ من أجله ، ولو كان المراد من الثأر الدم المهراق فما من حاجة لكلمة طلب ولا إلى كاف الخطاب بل يكفي أن يقول له : لو شغلت بالثأر .
٣ ـ وقال ابن عبّاس مخاطباً لابن الزبير : فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودّي وقد قتلت ولد أبي وسيفك يقطر من دمي وأنت أحد ثأري فإن شاء الله لا يبطل لديك دمي ولا تسبقني بثأري وإن سبقتني في الدنيا فقيل ذلك ما قتل النبيّون وآل النبيّين فيطلب الله بدمائهم فكفى بالله للمظلومين ناصراً ومن المظلومين منتقماً فلا يعجبك إن ظفرت بنا اليوم فنظفر بك يوماً [٣] .
والظاهر من الثأر هنا الدم وبتعدّد الدوال نعرف أنّه الدم الذي يتّصل بي ولي أن أقتصّ منك به وشاهده قوله : « لا يبطل لديك دمي » و « فيبطل الله دمائهم » حيث جاء بالدم بدلاً من الثأر .
٤ ـ قال رسول المختار : المختار يقرء عليك السلام ويقول لك : يا بن رسول الله قد بلغك الله ثأرك ، ففعل الرسول ذلك ، وقال : الحمد لله الذي أجاب دعوتي وبلّغني ثأري من قتلة أبي ، ودعا للمختار [٤] .