زرّ قميصه وأمر بتجديد ثيابه ، ثمّ قال : أيّها العلوي ، إن جئت على ما تقول ببرهان من كتاب الله وهبتك ثيابي وأطلقت سراحك ، وإن عجزت عن ذلك قتلتك شرّ قتلة .
يقول الشعبي : وكنت حافظاً للقرآن وأعرف وعده ووعيده وناسخه ومنسوخه ، فلم تخطر ببالي آية تدلّ على ما يطلبه الحجّاج ، فحزنت للعلوي وكبر عليّ مقتله .
قال الشعبي : فشرع العلوي بتلاوة القرآن وقال : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) فقطع الحجّاج تلاوته وقال : لعلّك تريد الاحتجاج بآية المباهلة في القرآن : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ )[١] ؟
فقال العلوي : أما والله إنّ فيها لمقنعاً ولكنّي أحتجّ بغيرها ، ثمّ أخذ يتلو قوله تعالى : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ )[٢] ثمّ سكت .
فقال الحجّاج : لم تركت عيسى ؟ هل جهلته ؟
فقال العلوي : صدقت يا حجّاج ، فكيف استقرّ عيسى في عقب نوح مع أنّه لا أب له ؟
فقال الحجّاج : من جهة اُمّه يعتبر من صلب نوح .
فقال العلوي : وكذلك الحسنان في ولادتهما من رسول الله 6 .
فبهت الحجّاج من هذا القول فكأنّه ألقمه حجراً ... [٣] .
ونقل العيّاشي الحديث بصورة مختصرة وقال : أرسل الحجّاج إلى يحيى بن معمر قال : بلغني أنّك تزعم أنّ الحسن والحسين من ذرّيّة رسول الله 6 ... [٤] .
وأخيراً كانت هذه المسألة تثير خنق الحكّام في كلّ زمان من ثَمّ تشتدّ وطأة ظلمهم على أبناء النبيّ وشيعتهم ، ولك أن ترجع إلى حديث الإمام الرضا 7 في مجلس المأمون ، وحديث الإمام موسى بن