responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 32

يقول تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) [١].

والحاجة والفقر تستنزلان رحمة الله تعالىٰ وعاهما الانسان ام لم يعهما ، ورفعهما الانسان إلىٰ الله وعرضهما عليه تعالىٰ ام لم يرفعهما ، إلا أن الحاجة والفقر الذين يعيهما الانسان ، ويرفعهما إلیٰ الله ، وينشرهما بين يدي الله تعالیٰ اقویٰ في اجتذاب رحمة الله.

وعليه فنحن نتحدث عن (الفقر) وعلاقته بـ (رحمة الله) قبل الوعي والرفع إلىٰ الله ، وبعد الوعي والرفع إلى الله.

الحاجة قبل الوعي والرفع إلىٰ الله :

إن الحاجة الىٰ الله ، بحدّ ذاتها تستنزل رحمة الله حتّىٰ قبل الوعي والرفع إلىٰ الله. ومثلها مثل الأرض الواطئة الهشة التي تجتذب المياه ، وتمتصها.

كما أن مثل الاستكبار عن الله والغرور مثل الارض الناتئة الصلدة التي تردّ الماء. كذلك المستكبرون عن عبادة الله ودعائه يردون رحمة الله تعالىٰ فلا ينالهم منها شيء ، وإن وسعت السماوات والارضين.

إن بين الفقر والرحمة علاقة تكوينية ، كل منهما يطلب الآخر ويسعىٰ إليه.

الفقر إلىٰ الله يسعىٰ الىٰ رحمة الله ، ورحمة الله تطلب مواضع الحاجة والفقر.

كما أن بين ضعف الطفل وحاجته وبين حنان الاُم وعطفها علاقة وصلة ، كل منهما يطلب الآخر ، ضعف الطفل يطلب حنان الاُم ، وحنان الاُم ورحمتها يطلبان ضعف الطفل لرعايته.

بل في دائرة الممكنات كل منهما يحتاج الآخر ، وليست حاجة الاُم الىٰ


[١] فاطر : ١٥.

نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست