responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 257

صُلْبٍ اِلىٰ رَحِمٍ في تَقادُمٍ مِنَ الْاَيّامِ الْماضِيَةِ ، وَالْقُروُنِ الْخالِيَةِ ، لَمْ تُخْرِجْني لرَأفَتِكَ بي ، وَلُطفِكَ لي ، وَاِحْسانِكَ اِلَيَّ في دَوْلَةِ أئِمَّةِ الْكُفْرِ الَّذينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ ؛ لكنَّك اَخْرَجْتَني لِلَّذي سَبَقَ لي مِنَ الهُدَىٰ الَّذي لَهُ يَسَّرتَني ، وَفيهِ اَنْشَأْتَني ؛ وَمِنْ قَبْلِ ذلك رَؤُفْتَ بي بِجَميلِ صُنْعِكَ ؛ وَسَوابِغِ نِعَمِكَ ؛ فَابْتَدَعْتَ خَلْقي مِنْ مَنِيٍّ يُمْنىٰ ، وَاَسْكَنْتَني في ظُلُماتٍ ثَلاثٍ بَيْنَ لَحْمٍ وَدَمٍ وَجِلْدٍ ، لَمْ تُشْهِدْ لي خَلْقي ، وَلَمْ تَجْعَلْ اِلَيَّ شيئاً مِن اَمْري ؛ ثُمَّ اَخْرَجْتَني لِلَّذي سَبَقَ لي مِنَ الهُدىٰ اِلىٰ الدُّنيا تامّاً سَوِيّاً ، وَحَفِظتَني فِي الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً ، وَرَزَقْتَني مِنَ الْغِذاءِ لَبَناً مَرِيّاً ، وَعَطَفْتَ عَلَيَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ ، وَكَفَّلْتَني الاُمَّهاتِ الرَّواحِمَ ، وَكَلَأْتَني مِنْ طَوارِقِ الْجانِّ ، وَسَلَّمْتَني مِنَ الزِّيادَةِ وَالنُّقْصانِ ، فتعالَيْتَ يا رَحيمُ يا رَحْمانُ ، حَتّٰی اِذَا اسْتَهْلَلتُ ناطِقاً بِالْكَلامِ اَتْمَمْتَ عَلَيَّ سَوابِغَ الإنعامِ ، وَرَبَّيتني زائِداً في كُلِّ عامٍ ؛ حَتّى اِذَا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتي ، وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتي اَوْجَبْتَ عَلَيَّ حُجَّتَكَ بِاَنْ اَلْهَمْتَني مَعْرِفَتَكَ ، وَرَوَّعْتَني بِعَجائِبِ حِكْمَتِكَ ، وَاَيْقَظتَني لما ذَرَأْتَ في سَمائِكَ وَاَرْضِكَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِكَ ، وَنَبَّهْتَني لِشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ ، وَاَوْجَبْتَ عَلَيَّ طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ ، وَفَهَّمْتَني ما جاءَتْ بِهِ رُسُلُكَ ، وَيَسَّرْتَ لي تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ ، وَمَنَنْتَ عَلَيَّ في جَميعِ ذلِكَ بِعَوْنِكَ وَلُطْفِكَ ؛ ثُمَّ اِذْ خَلَقْتَني مِنْ خَيرِ الثَّرىٰ لَمْ تَرْضَ لي يا اِلهي نِعْمَةً دُونَ اُخْرىٰ ، وَرَزَقتَني مِنْ أنواعِ المَعاشِ ، وَصُنوُفِ الرِّياشِ بمَنِّكَ الْعَظيم الأَعْظَم عَليَّ ، وَاِحْسانِكَ الْقَديم اِلَيَّ ؛ حَتّىٰ اِذا اَتْمَمْتَ عَلَيَّ جَميعَ النِّعَمِ ، وَصَرَفْتَ عَنّي كُلَّ النِّقَمِ لَمْ يَمْنَعْكَ جَهْلي وَجُرْأتي عَلَيْكَ اَنْ دَلَلْتَني إلىٰ ما يُقَرِّبُني اِلَيْكَ ، وَوَقَفْتَني لما يُزْلِفُني لَدَيْكَ ؛ فَاِنْ دَعَوْتُكَ اَجَبْتَني ، وَإنْ سَأَلْتُكَ أعَطَيتَني ، وَاِنْ اَطعْتُكَ شَكَرْتَني ، وَاِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَني. كُلُّ ذلِكَ إكْمالٌ لِاَنْعُمِكَ عَلَيَّ ، وَاِحْسانِكَ اِلَيَّ ؛ فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ مِنْ مُبْدِئٍ مُعيدٍ حَميدٍ مَجيدٍ. تَقَدَّسَتْ اَسْماؤُكَ ، وَعَظُمَتْ آلاؤُكَ. فَاَيُّ نِعَمِكَ يا اِلهي اُحْصي عَدَدًا وَذِكْراً ، اَمْ اَيُّ عَطاياكَ اَقُومُ بِها شْكُراً. وَهِيَ يا رَبِّ اَكْثَرُ مِنْ اَنْ يُحْصِيَها الْعادّونَ ، اَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِها الحافِظُونَ ؛ ثُمَّ ما

نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست