responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 255

اليومية كثيراً ، ومن طبيعة هذه الاُلفة أن يتبلّد الذهن ، فلا يحس الإنسان بقيمة هذه النعم وجمالها ، نحو نعمة الزوجية ، وتكور الليل والنهار ، والمراكب التي يستخدمها الإنسان في البرّ والبحر ، وما جعل الله تعالىٰ للانسان فيهما من نعمة ورزق ... وهي عملية توعية وتذكير واسعة وهادفة بنعم الله تعالىٰ ، يقول تعالىٰ : ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ) [١]. ويقول تعالىٰ : ( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) [٢].

وقد روي عن عائشة أنّ رسول الله 6‌ فسّر هذه الآية الكريمة بقوله : « منْ لم يعلم فضل الله عزوجل عليه إلّا في مطعمه ومشربه فقد قصر علمه ودنا عذابه » [٣].

والتذكير بالنعمة توعية للنعمة. وإذا وعى الإنسان النعمة انقلبت النعمة في حياته حبّاً وشكراً ، وإذا تجرّدت النعمة عن الوعي انقلبت غروراً وطغياناً وبطراً ورياءً في حياة الانسان. وإلى هذا المعنى الدقيق في قيمة (الحمد) وتوعية الله لعباده بنعمه يشير الإمام علي بن الحسين 7 في الدعاء الاول من أدعية الصحيفة ، يقول 7 : « والحمد لله الذي لو حبس عن عباده معرفة حمده على ما أبلاهم من مننه المتتابعة ، وأسبغ عليهم من نعمه الظاهرة ... لتصرّفوا في مننه فلم يحمدوه ، وتوسّعوا في رزقه فلم يشكروه ، ولو كانوا كذلك لخرجوا من حدود الإنسانية الى حدّ البهيمية ، فكانوا كما وصف في محكم كتابه : ( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) [٤].

وفي النصوص الإسلامية توجيه متكرر لتوظيف (نعم الله) في اتجاه حبّ الله ، وتوجيه الناس الى حبه تعالىٰ بسبب نعمه وآلائه.


[١] النحل : ١٨.

[٢] لقمان :. ٢.

[٣] أمالي الشيخ الطوسي ٢ : ١٠٥.

[٤] الصحيفة السجادية : ٢٤ بمقدمة السيد الشهيد الصدر ، والآية : الفرقان : ٤٤.

نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست