وقد كان من حق نوح 7 أن يسأل الله تعالىٰ نجاة من كان من أهله. أما من لم يكن من أهله فلا يحق له أن يسأله له النجاة من الغرق.
ولم يكن ابنه من أهله ، وهذا هو حكم الله ، ولم يكن يحق لنوح 7 أن يسأل الله تعالیٰ علیٰ خلاف قوانينه وأحكامه.
ولننظر في جواب نوح 7 ، وهو جواب العبد المنيب الذي يسرع الىٰ مرضاة ربه ، ويعوذ به أن يسأله ما ليس له به علم ، وينيط نجاحه وفوزه برحمته ومغفرته تعالیٰ.
إن فهم سنن الله تعالىٰ أمر لابدّ منه في الدعاء ، وليست مهمّة الدعاء اختراق هذه السنن وتجاوزها ، وإنما مهمّة الدعاء توجيه العبد الىٰ السؤال من الله في دائرة سننه وقوانينه إن سنن الله تجسد دائماً ارادته تعالىٰ التكوينية ، ومهمة الدعاء استعطاف ارادة الله وليس تجاوزها واختراقها ، والله تعالىٰ يقول : ( وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا ).
والنظام الكوني هو تجسيد وتبلور لإرادة الله الذي لا يصلح أمر الكون من دونه ؛ ولا يصح أن يطلب العبد في الدعاء تغييره. فإن الدعاء من أبواب رحمة الله تعالىٰ لعباده ؛ وإرادة الله تعالىٰ مطابقة دائماً لرحمته ولا يصح من العبد أن يسأل الله تعالیٰ تغييرها واستبدالها.
لا تختلف سنة عن سنة ، فكل سنة تمثل ارادة الله ، وكل ارادة لله تمثل رحمة