responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 14

الدعاء.

روي عن سيف التمار أنه قال سمعت ابا عبدالله الصادق 7 يقول : « عليكم بالدعاء ، فانكم لا تتقربون بمثله » [١].

وكلما تكون حاجة الانسان إلیٰ الله اعظم ، وفقره إليه تعالیٰ اشد ، واضطراره إليه أكثر يكون اقباله في الدعاء علیٰ الله اكثر.

والنسبة بين فقر الانسان إلیٰ الله واضطراره إليه تعالیٰ ، وبين اقبال الانسان عليه سبحانه في الدعاء نسبة طردية. فإن الحاجة والاضطرار يلجئان الانسان إلیٰ الله ، وبقدر ما يشعر بهذه الحاجة يكون اقباله علیٰ الله ، كما ان العكس أيضاً كذلك.

يقول تعالیٰ : ( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ) [٢].

إن الانسان ليطغیٰ ويعرض عن الله بقدر ما يتراءیٰ له أنه قد استغنیٰ ، ويقبل علیٰ الله بقدر ما يعي من فقره وحاجته إلیٰ الله. وتعبير القران دقيق ( أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ). فلا غنىٰ للانسان عن الله ، بل الانسان فقر كله إلیٰ الله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) ولكنه يتراءیٰ له أنه قد استغنیٰ ، وغرور الانسان هو الذي يخيل إليه ذلك.

فإذا تراءیٰ له أنه قد استغنیٰ عن الله اعرض ونأیٰ بجانبه وطغیٰ.

فإذا مسه الضر ، وأحس بالاضطرار إلی الله عاد واقبل عليه.

اذن الدعاء في حقيقته اقبال علیٰ الله.

ومن يدع الله تعالیٰ ، ويتضرع إليه فلابدّ ان يقبل عليه تعالیٰ.

وهذا الاقبال هو حقيقة الدعاء وجوهره وقيمته.


[١] بحار الانوار ٩٣ : ٢٩٣.

[٢] العلق : ٦ ـ ٧.

نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست