نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة نویسنده : السيّد بن طاووس جلد : 2 صفحه : 58
بني فلان فاسألوني [١] ، قال : سألت غيرهم أيضا من أصحاب العربيّة فقالوا : مثل ذلك [٢].
أقول : ولعلّ السبب في الاهتمام بإظهار الإمام يوم عرفة ، لأنه يوم معظم عند كافّة المسلمين ، فلا يستبعد انّ في الحاضرين من هو من الفرق المختلفين ، وان يكون غير معاند في الاعتقادات ، بل لشبهة من الشبهات.
فمن أهمّ مهمات أهل الايمان في يوم عرفة الإشارة كما قلناه إلى معرفة إمام الزّمان مع الأمان ، اقتداء بمولانا الصادق عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين أفضل الصلوات ، فقد عرفت ما كان عليه من التقيّة مع ملوك تلك الأوقات ، ومع ذلك فرأى الإشارة إلى الأئمة من المهمات.
أقول : وقد ورد الحديث في تفسير قوله جلّ جلاله : ( وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً )[٣] ، ان معناه : من هدى نفسا ضالّة إلى هداها فقد أحياها [٤].
وورد الحديث المنقول عن الرسول صلوات الله عليه وآله انّه قال : لأن يهدي الله على يديك رجلا إلى الإسلام خير لك مما طلعت عليه الشمس [٥].
أقول : فإن كنت تعلم انّ الإنسان إذا كان ضالا عن الهدى فهو كالميّت بل أدبر ، لأنّه مع موته حاصل إلى الردى ، فهدايته إلى النّجاة أهمّ من الحياة ، ليكن تذكيره على الوجه اللطيف كما دلّ عليه مالك القلوب والألسنة ، في قوله جلّ جلاله : ( ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ )[٦].
ورأيت في بعض الروايات انّ أول ما ظهر دعاء الناس يوم عرفة في عرفات في خلافة مولانا على صلوات الله عليه بما عرّفهم به عن النبي صلوات الله عليه.
[١] في النسخ وفي الكافي أيضا : فسألوني ، ما أثبتناه من البحار ، وهو الصحيح ، فيكون كناية عن إمامته.