فصادف وصول إبراهيم الناخوذة [١] من بلاد الهند ، في أربعة عشر مركبا موسقة [٢] بضائع من أصناف المتاجر ، فأخذ منها العشور فقط ، لأمر السلطان بذلك.
ووجد التجار راحة بجدة بخلاف ما كانوا يجدونه بعدن من المظالم ، فتركوا بندر عدن (واتخذوا جدة بندرا) [٣].
ولم تزل جدة تتزايد في العمارة ويتلاشى أمر عدن.
وصار [٤] قطر جدة وظيفة سلطانية ، يخلع على متوليها ، ويتوجه إليها في كل سنة أوان ورود المراكب إليها متول جديد ، ويأخذ (ما على التجار من العشور ، ويحضر بها إلى القاهرة ، وبلغ ما حمل إلى الخزانة) [٥] من ذلك زيادة على سبعين ألف دينار ذهب» ـ انتهى ـ.
«وزادت هذه المظلمة في زمننا ، (حتى صار يؤخذ من الواردين ما يزيد على العشر بكثير.
قلت [٧] : وفي زمننا زادت) [٨] زيادات كثيرة ، وصار صاحب
[١] الناخوذة : أي ربان السفينة. القاموس المحيط ١ / ٣٦٠. وإبراهيم الناخوذة : أحد الربابنة الهنود ، شنقه شاهين بك العثمانالطويل في جدة سنة ٨٣١ ه لقتله الخواجة ديدانه الكيلاني. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ١٧ ، ١٨.