وفي سنة أربعمائة واثنتين وسبعين : وقعت بين أهل السنة والرافضة منازعة ، فشكت الرافضة ـ لعنهم الله [١] ـ إلى أمير مكة محمد بن جعفر العلوي. فأخذ فقيه الحرم [هياج بن][٢] عبد الله بن الحسين الشامي الحطيني ، وجماعة من أهل العلم [٣] ، فضربهم ضربا شديدا ، فمات اثنان في الحال تحت الضرب ، وبعضهم حمل ، وجلس أياما ومات ـ انتهى ـ.
واستمر محمد بن جعفر بعد أخذه مكة من ابن وهاس إلى سنة (أربعمائة وأربع وثمانين) [٤].
وهو أول من قطع خطبة [٥] المصريين ، وخطب لبني العباس. ونلل بذلك مالا عظيما من آل أرسلان السلجوقي [٦].
[١] وتعبير السنجاري يؤكد وجهة نظره تجاه الرافضة ، وتمسكه بأهل السنة والجماعة.
[٣] مثل : أبي محمد الأنماطي وأبي الفضل بن قوام. اتحاف الورى ١ / ٤٨٠.
[٤] ما بين قوسين سقط من (د). وانظر الخبر في ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٥١٣.
[٥] في (ج) «الخطبة من». وفي (ب) «من مصر من بني العباس». وهو خطأ. وكان قطع الخطبة للمصريين سنة ٤٦٢ ه أو ٤٦٣ ه. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ١ / ٤٧٢ ، ٤٧٣.
[٦] ألب أرسلان أشهر سلاطين السلاجقة ، وبطل معركة ملاذكرد سنة ٤٦٣ ه. والتي قررت مصير آسيا الصغرى ، فأصبحت من دار الإسلام. كما أعاد السلاجقة هيبة المذهب السني بعد سيطرة الرفض في ديار الإسلام وخاصة في العصر البويهي وسيطرة الديالمة على الخلفاء (٣٣٢ ـ ٤٤٨ ه). وتوفي السلطان ألب أرسلان قتلا سنة ٤٦٥ ه. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٥ / ٦٩ ـ ٧١ ،