أمور طويلة [١] ، فخلفه ابنه أبو طاهر هذا ، وقيل أن أصلهم من أبناء ملوك فارس ـ والله أعلم ـ.
وكان دخوله [٢] مكة يوم الاثنين لسبع خلون من ذي الحجة الحرام سنة ثلاثمائة وسبع عشرة ، في سبعمائة رجل من أصحابه.
فخرج عليهم [٣] والي مكة وهو ابن محلب [٤] السابق ذكره في جماعة من الأشراف ، فقتلهم القرامطة جميعهم ، ودخلوا المسجد بخيولهم وسلاحهم ، ووضعوا [٥] السيف في الطائفين والمصلين والمحرمين ، إلى أن قتلوا في المسجد وشعاب مكة زهاء ثلاثين ألف إنسان.
قال ابن الأثير [٦] : «قتلوا ألف وسبعمائة رجل وامرأة وهم متعلقون بالكعبة». وركض أبو طاهر بفرسه في المسجد الحرام وسيفه مشهور بيده ، واقتلع باب الكعبة والحجر الأسود ـ قيل : وكان المباشر [لقلعه][٧] ابن علاج البناء ـ وذلك بعد صلاة العصر يوم
[١] انظر في ذلك : الكامل في التاريخ ٦ / ٩٤ ـ ٩٥ ، ٩٩ ـ ١٠٠ ، ١٠٤ ـ ١٠٦ ، ١٠٨ ـ ١٠٩ ، ١١٢ ـ ١١٧.
[٦] ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤. ولم يذكر ابن الأثير العدد الذي ذكره السنجاري. ولكن انظر : ابن الجوزي ـ المنتظم ٦ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٤٦ ـ ٣٤٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٧٥ ، ولعل السنجاري يقصد ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ١٦٢ فقد ذكر العدد.