وولي مكة في زمنه الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر الجمحي [٢] على ما ذكره ابن عبد البر [٣] ، وذلك سنة ست وستين [٤].
وسبب تغلبه [٥] أنه أبى البيعة ليزيد وخرج من المدينة إلى مكة ، فأطاعه أهل الحجاز والعراق وخراسان ، ولم يعصه إلا أهل مصر والشام. واستمر خليفة بمكة.
فجهز إليه يزيد جيشا أمّر عليه مسلم بن عقبة المري أحد بني مرة ابن عوف بن سعد بن ذبيان ، فدخل المدينة وقتل أهلها ، وكانت وقعة الحرّة الشهير خبرها [٦].
وبعد أن فرغ من أهل المدينة ، قصد مكة ، فأدركه الموت في ثنية هرشا [٧]. فلما أحس بالموت دعا بالحصين بن نمير السكوني ،
[١] كان عبد الله بن الزبير أول مولود ولد بالمدينة من المسلمين بعد الهجرة. انظر : ابن قتيبة ـ المعارف ٩٩ ، العسكري ـ الأوائل ص ١٧٨ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٢ / ٤٠١ ، القضاعي ـ تاريخ ٣٣٦.
[٢] في (أ) ، (د) «الحارث بن معمر الحجبي». والاثبات من (ب) ، (ج).
[٣] في الاستيعاب ١ / ٢٩١ ، ذكره باسم : «الحرث بن حاطب بن الحرث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمع القرشي الجمحي ، ولد بأرض الحبشة».
وفي شفاء الغرام ٢ / ٢٦١ «الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي».
[٤] في (أ) ، (د) «اثنين وستين». والاثبات من (ب) ، (ج) والاستيعاب.
[٦] انظر عنها : ابن خياط ـ تاريخ خليفة ٢٣٦ ـ ٢٥٠ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٦ / ٤١٥ ـ ٤٢٩ ، جميل المصري ـ أثر أهل الكتاب في الفتن والحروب الأهلية ص ٤٩٤ ـ ٤٩٨.
[٧] هرشا : هضبة تنسب إليها ثنية في طريق مكة ، قريبة من الجحفة يرى منها البحر. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٥ / ٣٩٧ ـ ٣٩٨. وانظر مكان وفاته ـ أي مسلم