جعل المؤلف سفره هذا «منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم» يدور حول تاريخ مكة المشرفة ، ومبتدأها ، ومن عمر حرمها ، وتولاها ، منتهيا فيه إلى ولاية الشريف سعيد ، ولم يتمها لموته قبل ذلك في افتتاح سنة ١١٢٥ ه / ١٧١٣ م ، وقد التزم فيه منهجا ارتضاه وأعلنه في مقدمة كتابه حيث بيّن سبب تأليفه هذا الكتاب ومنهجه فيه حيث قال :
«إن العلماء الأعلام ، والفضلاء الفخام ـ بحمد الله تعالى ـ قد حفظوا لنا أصول الوقائع في مطولات ومختصرات ، وأثبتوها بأسانيدها المحررات ، إلا أنّ توالي الأزمان أدخل تلك التواريخ في أخبار كان ، لما جدّت من بعدهم أمور ، وتغيّرت الرسوم لمرور الدهور ، وضعفت الرغبة في إثبات الوقائع والتلفت لهذا الضائع ، إلا من وفّق من الفضلاء لتعليق حادثة في كتاب ، أو ذكر واقعة لشدة اضطراب.
ومعلوم أن مثل هذه الشوارد مما يعلق بها الصادر والوارد ، ومما يعيب على الفاضل إهمالها ، ويزين العاطل اشتمالها ، وما أحسن قول الأرجاني ، حيث قال :