عقبة [١] بن الأزرق ، وكانت داره لاصقة بالمسجد ، فكان يضع في جداره مصباحا كبيرا يضيء لمن يطوف بالبيت الشريف». أخرجه الأزرقي [٢]. ولم يزل ذلك إلى زمن خالد بن عبد الله القسري كما سيأتي بيانه [٣].
وبنى عمر رضياللهعنه في هذه السنة [٤] الردم [٥] بأعلى مكة المشرفة ، وهو المحل الذي يقال له المدّعى. ولما ردم هذا المحل صار السيل إذا أتى من
[١] في النسخ «عتبة». والاثبات من الأزرقي ١ / ٢٥ والجامع اللطيف ٨١. واسمه عقبة بن الأزرق بن عمرو الغساني.
[٣] أضاف الدهلوي ناسخ (ج) قوله : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد غفر الله له : والآن حدّ بناء عمر رضياللهعنه كما أخبرني الثقة هو الصف الأول لمقام إبراهيم الذي يصلي فيه الإمام الشافعي الأوقات الخمس ، المستدير حول الكعبة من بعد القناديل المعلقة حولها ـ والله أعلم».
[٥] علق الدهلوي ناسخ (ج) في الهامش ما نصه : «والأقدمون يسمون هذا الردم ردم بني جمح ـ بضم الجيم وفتح الميم وبعدها حاء مهملة ـ بطن من قريش نسبوا إلى جمح بن عمرو بن لؤي بن غالب بن فهر. وهذا الموضع كان يرى منه البيت الشريف ، وكان الناس يرونه خصوصا من يريد الحج من ثنية كداء وهي الحجون ، إذا وصلوا إلى هذا المحل شاهدوا منه البيت الشريف ، والدعاء مستجاب عند رؤية البيت ، وكانوا يقفون هناك للدعاء. وأما الآن فقد حالت أبنية عن رؤية البيت ، ومع ذلك يقف الناس للدعاء فيه على العادة القديمة ، وعن يمينه ويساره ميلان للإشارة إلى أنه المدّعا.
قال في البحر العميق : أنه كان يرى في زمانه رأس الكعبة ، وكان المذكور في أواسط المائة التاسعة ووفاته سنة ٨٥٤ ه.
ولا شك أن في زمن الصحابة كانوا يقفون ويدعون لمشاهدتهم البيت ، وعلى وقت النبي 6 كان ذلك المحل غير مرتفع في زمنه 6 ، وما رفعه إلا سيدنا عمر رضياللهعنه بالردم الذي بناه ، فصار يشاهد منه البيت ، فوقف الناس عنده للدعاء تبركا بوقوف من سلف ـ مستحب ـ انتهى ـ اعلام». أي اعلام الأنام.