استكف [١] له الناس ، فخطب خطبته المشهورة وهي [٢] :
«لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدّعى به ، فهو تحت قدميّ هاتين ، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ـ ألا وقتيل الخطأ شبه العمد / : السوط والعصا ففيه الدية مغلظة ـ مائة من الإبل ، أربعون منها في بطونها أولادها.
يا معشر قريش : إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية ، وتعظيمها [٣] بالآباء ، الناس من آدم ، وآدم من تراب». ثم تلا قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ، وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)[٤] ـ الآية كلها ـ.
ثم قال : «يا معشر قريش ، ما ترون أنّي فاعل فيكم؟!».
قالوا : «خيرا ، أخ كريم ، وابن أخ كريم».
قال : «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
[مفتاح الكعبة]
ثم جلس 6 في المسجد ، فقام إليه علي بن أبي طالب 6 فقال :
«يا رسول الله ، اجمع لنا الحجابة مع السقاية ، صلى الله عليك».
[٢] انظر : ابن هشام ـ السيرة ٢ / ٤١٢ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٣ / ٣٠٢ ـ ٣٠٣. وانظر : مسند الامام أحمد ٣ / ٤١٠ ، وسنن أبي داود ٢ / ٤٩٢ ، وصحيح مسلم ٢ / ٤٠٩ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ٤ / ٣٠٠ ـ ٣٠١.
[٣] عند ابن هشام «وتعظّمها» وهو الأصح. السيرة ٢ / ٤١٢ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٣٠٢.