ـ أعني جفنة الطيب ـ في المسجد ، ثم غمس القوم أيديهم فيها ، وتعاقدوا وتعاهدوا ، ثم مسحوا الكعبة بأيديهم ، فسموا المطيبين ، وهم خمس قبائل كما تقدم.
وتعاقد بنو عبد الدار وحلفاؤهم كذلك عند الكعبة حلفا مؤكدا ، على أن لا يتخاذلوا ، فسموا الأحلاف [١] ، وأخرجوا جفنة مملوءة دما من جزور نحروها ، ثم قالوا : «من أدخل يده في دمها فلعق منه فهو منا». وصاروا يضعون أيديهم فيها ويلعقونها فسموا (لعقة الدم) [٢] /.
وقيل : ان الذين لعقوا الدم بنو عدي خاصة.
وعينت بعض القبائل لبعض ، وكادت الحرب أن تنشب. فبيناهم [٣] كذلك إذ تداعوا للصلح ، على أن يعطى [٤] بنو عبد مناف السقاية والقيادة والرفادة ، وأن تكون الحجابة واللواء والندوة بيد بني عبد الدار.