وأصل الحماسة / الشدة ، فسمّوا حمسا لأنهم كانوا ذوي تشدد في محلّ جاهليتهم. فهذه قبائل قريش.
[البناء في الحرم ودار الندوة]
وكانوا يحرمون [١] أن يسكنوا مكة كما تقدم ذلك ، ويعظمونها أن يبنوا بها بيتا ، وكانوا يكونون بها نهارا فإذا جاء الليل خرجوا إلى الحلّ ، ولا يستحلّون الجناية بمكة [٢]. فأذن لهم قصي أن يبنوا في الحرم ، وقال لهم : «إنكم إن سكنتم حول البيت هابتكم العرب ولم تستحل قتالكم». فقالوا : «رأينا تبع لرأيك ، وأنت سيدنا». فابتدأ وبنى دار الندوة ، وهي أول دار بنيت بمكة ـ والندوة في اللغة الاجتماع ـ فكانوا لا يعقدون أمرا من الأمور إلا فيها ، ولا يدخلها من غير ولد قصي إلا من جاوز الأربعين ، فسمي قصي مجمعا لجمعه لقومه.
وفي بنيه يقول حذافة بن غانم [٣] في قصيدة طويلة لما افتكه حزام [٤] :
[١] في (أ) ، (د) «يحترمون». والاثبات من (ب) ، (ج).
[٢] في (ج) «فيه». وذكر الناسخ في نسخة أخرى «بمكة».
[٣] حذافة بن غانم الجمحي. انظر : ابن قتيبة ـ المعارف ٣٢ ، ابن هشام ـ السيرة ١ / ١٢٦ ، الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٦٤ ، ابن سيد الناس ـ عيون الأثر ١ / ٢١ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ١١٠.
[٤] حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ابن قصي أخو خديجة بنت خويلد رضياللهعنها ووالد حكيم بن حزام. انظر : ابن حجر ـ الاصابة ١ / ٣٤٩.
[٥] في شفاء الغرام «أبوهم» ٢ / ١١٠. وورد البيت عند ابن هشام ١ / ١٢٦ : قصي لعمري كان يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر والبيت كما ذكره السنجاري عند ابن حجر ـ فتح الباري ٧ / ٤٣٨.