البقاء والثبوت ، وان ما كان له فغير داثر ولا زائل ، وعن التعظيم غير حائل [١]». وذكر أمورا في الهياكل والبيوت تركناها لعدم تعلقها لما نحن بصدده ، وانما ذكرت هذا تقوية لقول صاحب الحاشية ، فإن مثل هذا القدر لا يبعد ـ فتأمله [٢]!.
«قال بعض علماء أهل الهيئة : ان الأرض برها وبحرها عند السماء كالمركز من الدائرة ، والكعبة جزء مكة ، ومكة جزء من أجزاء الأرض ، فلله تعالى في تفضيل هذا الجزء اليسير من الأرض لما يختاره أبلغ حكمة للنوع الإنساني المدعو إليه من وصوله إلى السعادة العظمى بعطاء [٤] ما يلزمه في الدنيا من الأمن من الخوف ، وفي الآخرة بتضعيف الثواب والأجر لطفا منه تعالى بخلقه». ـ انتهى ـ.
[٦] ذكر الفاكهي في أخبار مكة المشرفة : «كانت قريش لا تبني إلا خياما ـ شك الفاكهي ـ أو آجاما ، وتكره أن تضاهي ببناء الكعبة بالتربيع يخافون العقوبة في ذلك ، حتى ربع حميد بن زهير داره ، فجعلت رجال قريش يرتجزون وهو يبنى ويقولون :
اليوم يبنى لحميد بيته
إما حياته وإما موته.
فلما لم يصبه شيء ربعت قريش منازلها». الفاكهي ٣ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ رقم