الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ـ أما بعد :
فهذه زبدة من منايح الأخيار ، ونبذة [١] من روايح العلماء الأخيار ، التقطتها بأنامل الأشفار من حوانيت الأسفار ، تشتمل على ما لا يسع جهله من أخبار مكة المشرفة ، ومبتداها ومن عمر حرمها وتولاها. فإن العلماء الأعلام ، والفضلاء الفخام ـ بحمد الله تعالى ـ قد حفظوا لنا أصول الوقائع في مطولات ومختصرات ، وأثبتوها [٢] بأسانيدها [٣] المحررات ، إلا أنّ توالي الأزمان أدخل تلك التواريخ في أخبار كان [٤] ، لما جدّت [٥] من بعدهم أمور ، وتغيّرت الرسوم لمرور [٦] الدهور ، وضعفت الرغبة في إثبات الوقائع والتلفت لهذا الضائع [٧] ، إلا من وفّق من الفضلاء لتعليق حادثة [في][٨] كتاب ، أو ذكر واقعة لشدة اضطراب [٩].