responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 80

من الطرف القاصي أرض الهند ومكران وسجستان وتراقية ، ومن الداني مقدونية ومن أرض مصر واقريطيس وايلورية : وللدلو من الطرف القاصي أرض سمرقند والسّغد وآلسيانيا ومن الداني المتوسط أرض اليمن وعدن أبين والحبشة الأوسطون. وللحوت من الطرف القاصي أرض فزّان ونسمانيطيس وغارامانطيقا ومن الداني المتوسط لوديا وقيليقيا وقنفولية.

معرفة ما انفرد به عطارد في هذه القسمة : ولما كان جملة تدبير أرباع العامرة من الأرض للثلاثة العلوية والزهرة من كواكب السفلية ، ولم يدخل النيّران [١] وعطارد فيها الا بما اشتركتهما بيوتهما من المثلثات ، فاستولت بأكثر طباعها على ثلاثة مواضع من العامر ، فاستولت الشمس على المشرق ، فعمرت طباع زحل والمشتري فيه فأتت فيه بالملك الدائم والجبرية وطول المدد وإعلان الأشياء وبهائها وإظهار السر ، واستولى القمر على المغرب بملاءمته لطباعه فعمر فيه طباع الزهرة والمريخ ، فأظهر التأله ودفن الموتى وكتمان الأسرار وإخفاء كثير من الأشياء والوحي والنبوة والكتب والتنزيل والحدود والملك والمرّيخ من بعضها لبعض على نحو زيادته الى امتلائه ونقصانه الى إخفائه ، واستولى عطارد على الوسط لقصر وتره وتوسط طباعه بين طبائع الكواكب مرة نحسا ومرة سعدا ، ومرة مذكرا ومرة مؤنثا ومرة نهاريا ومرة ليليّا ونحوه ، لأن بيته الجوزاء على الوسط من العمران ، وسامت هذا البيت ما بين مكة والمدينة ، فأظهر في هذا الموضع المنطق العجيب وجاء بالحكمة وفتح أبواب العلم من الذكاء والدهاء وخفة الأرواح والحركات ، ورقة حواشي الألسن وتوقد القلوب في أشياء يتصل ذكرها بذكر ما دخل من الأرباع في الوسط ، فاشتركت فيه طبائع المثلثات وكل ما ولي الكوكبان في المثلث على حيزهما أظهرا فضل الدلالة وإن وليا من المثلثات على غير حيزهما قلب ذلك الفضل ، فيكون نقصانا وفسادا ... لزحل والمشتري اللذين هما للمشرق والشمال ، فاذا وليا فيما بين المغرب والجنوب كانت دلالتهما فاسدة ، وكذلك إذا دبرا قوما في مغرب الأرض أو دبر المريخ والزهر والقمر بلدا في المشرق أتت بالدلالة الفاسدة فاعلم.


[١] النيران : الشمس والقمر.

نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست