responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 76

له ، وينسبون الى هذين الكوكبين أسرارا يذهبون فيها مذهب النياحة ، وهم أشقياء أذلة الأنفس ، مكدودون مائلون الى الشر والخساسة ويأخذون الأجرة على الخروج في العساكر والحرب والنهب والسبي ، ويصيرون في عداد العبيد ويملكون في الحرب من قبل ان حال المريخ والزهرة الحال الشرقية التي يلائمها ، وهم أهل غش وخيانة وسرف وبذالة [١] وشرب وسكر ، ومن أجل ان شرف المريخ في الجدي وهو تثليث الزهرة وشرفها في الحوت وهو تثليث المريخ اشتدت نصيحة نسائهم لأزواجهن ومحبتهن لهم فأحسن تدبير بيوتهن ، وبذلن أنفسهن لهم في الأعمال بذلة الخوادم ، وهن بالجملة مكدودات متعوبات خاضعات ، فمن كان من هؤلاء في بلاد بتونية وفروجية فانهم يشاكلون خاصة السرطان والقمر ، ولذلك صار رجالهم في أكثر الأمر أصحاب تقى وخضوع ، وصار في أكثر نسائهم بسبب تشريق القمر وتذكير شكله ـ يريد أنه ولي بلدا من حيز المشرق وهو مغربي فانطلق طباعه هنالك ـ رجلة وترؤس ومحاربة بمنزلة النساء اللواتي يرهبن ويهربن من مجامعة الرجال ، وهن محبات للسلاح مقطعات للثدى اليمنى من أجل حاجتهن الى الخروج في العساكر ، ويكشفن هذه الأعضاء عند المصافة في الحرب لينفين عنهن أن يظن بهن ان طبائعهن طبائع النساء ، وأما ناحية سورية من شرقيها وفنقولية وقبادوقية وتدمر فيشاكلون العقرب والمريخ ، فلذلك صار أكثرهم متهورين في الدين ، سفهاء أهل جرأة وغش وخبث وكثرة شهوات ومصالاة تعب.

وأما بلاد لودية وقيليقية ـ أي قاليقلا ـ فانهم يشاكلون الحوت والمشتري ولذلك صاروا خاصة كثيري الملك في الأموال والأمتعة والتجارات ، وهم أصحاب حرية ومؤاساة وأمانة في المعاملات يثق بعضهم ببعض في الأخذ والاعطاء.

قسم ما بين المغرب والجنوب : وأما الربع الرابع الذي لناحية جنوب المغرب وهو بلد السودان من الزنج والحبش والبجة والنوبة وفزّان وأرض القيروان ومن أفريقية فالقيروان والسوس فبلدان السودان العراة وغانة ويغلب عليها أسماء أخر مثل نوميدية وجاطولية وغير ذلك باللسان اليوناني فيشابه مثلثة السرطان ويدبره الزهرة والمريخ وهما


[١] كذا في الأصول ، وفي نسخة : (نذالة).

نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست