responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 70

وبالواجب صار المدبّرين لها ربّا هذا المثلث أعني المشتري والمرّيخ اذا كانا منسوبين الى العشيات ، والأمم الكليّة التي تسكن في هذه الأجزاء هي أهل بلاد الصقالبة بلاد برطانيا وغلاطيا وجرمانيا وباسطرانيا وإيطاليا وغاليا وأبوليا وسقيليا وطورينيا وقالطيقي وسبانيا [١] وقد تسمى أكثر هذه الأسماء بالهاء فيقال غلاطية ويهمس فيه ويقال غالطية وإيطالية وأبولية وهي مدينة عظيمة بمنزلة عمورية [٢] وسقيلية وهي سقلية [٣] وطورينية بمنزلة قورينية وما كان منها مثل ملطية بمنزلة سلمية. قال فيجب أن يكون أهل هذه البلدان في أكثر الأمر ـ بسبب رياسة هذا المثلث وبسبب الكواكب التي تشترك في تدبيره ـ غير خاضعين محبين للحرية والسلاح والتعب محاربين أصحاب سياسة ونظافة كبار الهمم ، ولما كان المشتري والمرّيخ مشتركين فيهم إذا كان في الحال المنسوبة الى العشيات وكانت الأجزاء المتقدمة من هذا المثلث مذكرة والمتأخرة مؤنثة عرض لهذه الأمم أن لا يكون لهم غيرة في أمر النساء وصاروا مستخفين بمجامعتهن وهم في الذكورة أرغب وعليهم أغير ومن ارتكب ذلك منهم لا يرى أنه أتى فعلا منكرا قبيحا ومن ارتكب منه ذلك لا يرى أنه بالحقيقة عديم الرّجلة [٤] مسترخيا فيمتنع من أن يفعّل به ويأخذون انفسهم بالرّجلة والمؤاساة والأمانة وصحبة القرابات وباصطناع المعروف. وهذه البلاد التي ذكرنا أولا أما بلاد برطانيا منها أو بلاد غالاطيا وبلاد جرمانيا وبلاد بسطرانيا فتشاكل الحمل خاصة والمريخ ولذلك صار سكانها في أكثر الأمر وحشيين متهورين ، أخلاقهم قريبة من أخلاق السباع يعني متهورين لا دين لهم ، وأما بلاد ايطاليا منها وبلاد ابوليا وبلاد غاليا وبلاد سقلية فانها تشاكل الأسد والشمس ولذلك صار سكانها أصحاب سياسة وأصحاب اصطناع المعروف وأصحاب مؤاساة ، وأما بلاد طورينيا منها وبلاد قالطيقيا وبلاد سبانيا فانها تشاكل الرامي والمشتري ولذلك صار سكانها سليمي القلوب محبّي النظافة. وأما الأجزاء التي في هذا الرّبع وما يقع في جزيرة العرب الماثلة الى وسط الأرض المسكونة تراقا أي ترقة وماقادونيا أي مقدونية ،


[١] سبانيا : أسبانيا التي أسماها العرب لما فتحوها سنة ٩٢ ه‌ الأندلس.

[٢] عمورية : بفتح أوله وتشديد ثانيه : بلدة في بلاد الروم ومن تركيا اليوم وممن فتحها العثمانيون وهي التي غزاها الخليفة العباسي المعتصم بالله للقصة المشهورة المذكورة في التاريخ.

[٣] سقلية : لعلها صقلية بثلاث كسرات وتشديد اللام : جزيرة من جزائر البحر الأبيض المتوسط وممالك ايطاليا ، وقد ملكها المسلمون دهرا طويلا.

[٤] الرّجلة : بضم الراء وإسكان الجيم : هو كامل الرجولة.

نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست