طريق البصرة غير مرتضى بل ضعيفا ، وكان أبو يوسف بن أبي فضالة الأبناوي جد أبي يوسف الذي كان في زمن محمد بن يعفر قد قال في محجة صنعاء شعرا أرجوزة ضعيفة فاهتجرت وأذيلت حتى درست وفقد من ينشدها غير الأبيات التي لا قوة بها ولا طبع ، وكان كثير من أهل صنعاء لا سيما الأبناء قد غيروا في قصيدة الرداعي أشياء ، نفاسة وحسدا فلم يكن بصنعاء لها نسخة على الاستواء ، فلم أزل ألتمس صحتها حتى سمعتها من أحمد بن محمد بن عبيد من بني ليف من الفرس ، وكان لا يدخل في عصبية ولا يلت أحدا حقه ، وكان آل ليف فرقتين فرقة تسكن برداع وفرقة بصنعاء ، فقال لي : روانيها أحمد بن عيسى برداع عشرة أبيات ، عشرة أبيات حتى حفظتها وأنا حدث فلم تزل عني وهي على ما سمعت بجميع لغاته إلا ما كان منها معيبا من جهة الاضطرار ولا فائدة فيه فقد ثقفته واصلحته ، وفسرت منها ما لم يسقط إلى العامة لغته وهذه الأرجوزة فردة في فنها إلا أن يقفوها قاف مجيد وشاعر مفلق وقد كان له سواها شعر لا بأس به :