responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 313

سام غمدان واحتفر به بئره التي هي اليوم معروفة ببئر سام [١]. فاما طباع صنعاء فصحيح على أن الغالب عليها البرد ولصحتها يلبس الإنسان بها في الشتاء عند جمود الماء لباس الخز والكتان والرقائق فلا يدخلها البرد لأنه برد يابس والدليل على يبسه أنه يفطر أطراف العمال والصناع ويشنها [٢] بالدم ، ويلبس الإنسان الصوف والمبطنات ودواويج الثعالب [٣] في صيفها فلا تؤذيه ، وخبرني عمر الشهابي عن أحمد بن يوسف الحذاقي [٤] انه نظر إلى ماء جامد بناحية بيت بوس في أول حزيران وهو أصفى قليل ، ولا يتحول الإنسان الشتاء والصيف من مكانه فإذا اشتد به الصيف وحر فدخل الرجل يقيل على فراشه لم يكن له بد من أن يتدثر لأن بيوتها في الصيف باردة لأجل قصة الخير المسيّع [٥] بها بواطن البيوت فيدخل في المخدع على فراشه ويطبق عليه الباب ويسبل السترين والسجف ، فلا يتغير ضياء البيت لأجل الرخام الذي يكون في الجدرات [٦] والسقف ، بل إذا كان في السقف رخامة صافية نظر عوم الطائر بظله [٧] عليها إذا حاذاها وتؤدي الرخامة لمعان الشمس إلى القصة فتقبلها بجوهرها وبريقها.

وقال بعض من دخل صنعاء من العراقيين : من العجب أن بيت قصة بصنعاء بدينارين يريد القصة المخيرة ، والخيرة عضة مثل عضة الصبر فيها غرى تغرى به قداح النبل ، ويلصق به الغرار ، فتطبخ هذه العضة حتى تذيب ماءها ، ويستولى على ذلك الغري [٨] ثم خيض به الغرّة ويقال الجص فلا تموت مع الخيرة إلا لأوان بعد ما


[١] راجع الجزء الثامن فقد حققنا مكانها هنالك.

[٢] كذا في اصلنا من الشن اي يخرج منها الدم قطرات وهي لغة دارجة فيقول الصبيان في ايام الشتاء وكثرة اللعب قد رجلي تشن بالدم وفي «ل» و «ب» يشينها من الشين وهو القبح وهم.

[٣] الدواويج هي الفراء المدبوغة من جلود الثعالب.

[٤] الحذاقي كان يتولى قضاء صنعاء أيام الفتنة لأسعد الحوالي وغيره من سنة ٢٩٣ إلى سنة ٢٩٩ راجع التاريخ وما ذكره هو صحيح لما اعرف من طباع صنعاء والمؤلف يروي عن محمد بن عمر الشهابي ، «الاكليل» ١ / ٦٠.

[٥] المسيع المصهور والممروج بها.

[٦] كل هذا الوصف لا يزال في صنعاء وذمار للمناخ وطبيعة الأرض والرخام هو يسمى في عرفنا اليوم بالقمريات لانه يشبه القمر ويكاد اليوم يختفي لاستبداله بالزجاج.

[٧] عوم الطائر بالعين المهملة كغومه بالغين المعجمة فالاخر ، لغة ذمار وما جاورها شمالا والاولى لغة الكلاع وما انسحب جنوبا حتى عدن وهو ظل الشيء ولم اجدهما في القاموس فهما لغتان يمانيتان.

[٨] الخيرة معروفة وهي بكسر الخاء كالصبر الذي يقال له الصّبّار فعّال موجود معروف لا سيما بتهامة لكن اليوم لا يستعمل مع الجص كما ذكر المؤلف وقد رأيت في بعض البيوت القديمة بقية من هذه الصنعة الخلابة البراقة وظننتها لأول وهلة زجاجا.

نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست