المعروف بالالقوشي Elceseo بقصد زيارة البطريرك ابن عمه [١] ، نظرا الى ان البطريرك السابق ، وهو عمه ، كان قد انتقل الى جوار ربه قبل مدة قصيرة [٢] ، بعد ان طعن في السن ، ومات وهو على ضلاله ، وان كان القس الياس بعد رجوعه من روما قد اقنعه بغلطه وحرضه على الخضوع للحبر الاعظم ، لكن تحريضه كان بلا جدوى ، فقد كان البطريرك يخاف من ان يتهم بانه افرنجي. وكان عمر البطريرك الجديد [٣] ، ابن اخي البطريرك المتوفى ، اربعة عشر عاما ، وقد رسم قبل سنة اسقفا ، وفي السنة السابقة لهذه كان قد سيم قسيسا ، بعد ان امضى سنتين كراهب من اتباع القديس باسيلوس [٤]. فهكذا يكون مجرى الامور ، حيثما تقلد المراتب الكنسية بالوراثة في اسرة واحدة [٥] ، او حيث تشوب الايمان القويم شوائب فتعكر صفاءه.
وكان اخو القس الياس ، واسمه عبد الله ، يامل بان زيارتي للبطريرك ابن عمه ، قد تحركه على تقديم الطاعة للجد الاعظم [٦] لكن وقتي كان محدودا
[١] البطريرك الجديد هو ايليا يوحنا مروجين ، انتخب سنة ١٦٦٠ ومات في ١٧ ايار ١٧٠٠ (عواد : اثر قديم ص ٣٩ ، تيسران ـ الصائب : خلاصة تاريخية ص ١٤٧).
* هذا وهم من المؤلف فالرهبان الكلدان كانوا يعيشون على طريقة او قوانين القديس انطونيوس.
[٤] نصت قوانين الكنيسة الشرقية (النسطورية) منذ اقدم الازمنة على ان يقوم البطاركة بعد انتخاب قانوني (شابو : السهندوسات الشرقية ص ٣٦١ و ٣٦٥ و ٤٢٠ و ٥٥٤ و ٦٠٦ ـ ٦٠٧) وحدث في عصور الانحلال ان انتخب البطريرك طيماتاوس الثاني بالباصيدي في منتصف القرن الخامس عشر فسن قانونا حصر بموجبه المنصب البطريركي في عشيرته ، وهو اول من عين خلفا له من ذوي قرابته وأسامة رئيس اساقفة لكي يخلفه بعد موته ، وقد سار على هذا المنوال خلفاؤه من بعده (ذخيرة الاذهان ٢ / ٨٣).