ما ان بلغ خبر وصولنا الى الاب برونو [٢]Bruno ، حتى خف لاستقبالنا مع لفيف الرهبان الاخرين ، وخرجوا للقيانا الى ظاهر المدينة.
وارسل القنصل الفرنسي بيكيت ممثلا عنه ليبلغنا تحياته ، وقد انتظرنا مجي الشاهبندر ليفحص امتعتنا ، فتأخر قليلا ، وعندما وصل ، استغرب لقلة اغراضنا وتفاهتها ، وساورته الشكوك في أمرنا خاصة بعد ان علم اننا كنا في الهند ، فاخذ يضغط علينا بمختلف الطرق ...
صباح اليوم الذي وصلنا فيه الى حلب ، سافر ثلاثة كهنة من رهبانيتنا الكرملية مع اثنين كبوشيين الى ايران ، برفقة قافلة متوجهة الى الموصل ...
مكثت انا ورفيقي الكرملي والخدام في حلب ننتظر اول سفية تمر بميناء الاسكندرونة لنعود الى بلادنا ...
كان القنصل الفرنسي رجلا غيورا هماما ، مستعدا على الدوام لمد يد العون الى الجميع من اجل خير النفوس [٣] وقد استطاع بطريقة او باخرى
* ليس في هذا الفصل ما يخص العراق مباشرة لكننا اقدمنا على ترجمة شي منه لانه يمس ببعض الطوائف المسيحية الموجودة في العراق.
[١] الاب برونو من الرهبنة الكرملية ، فرنسي الاصل. كان دمث الاخلاق وطيب المعشر فاحبه سكان حلب على اختلاف مللهم ، بحيث ان سبستياني اراد اصطحابه الى الهند فاجتمع سكان حلب من كاثوليك وارثوذكس ومسلمين واحتجوا على ذلك (الرحلة : المجلد الاول ٣٤ ـ ٣٥) كذلك رباط : الوثائق الخطية ١ / ٤٣٦ رحلة فرافنشنو ص ٦٢ وقد بدأنا بترجمتها الى العربية).