responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة سبستياني نویسنده : الأب جوزيبه دي سانتا ماريا الكرملي    جلد : 1  صفحه : 105

يصحيون «فرنجي ، فرنجي ، كبير دوسيت» [١] (اعني هنا افرنج ، ولهم مسدسات عديدة).

وبالحقيقة فقد عمت البلبلة صفنا ، وملأ الخوف انفسنا. واخذ اولئك الرجال يتقدمون نحونا ، فاصبحت المسافة بيننا كافية لتصويب الرماح ، فامتطينا الخيول بسرعة ، وصحت باحد رفاقي ان يطلق النار عليهم حتى يخافوا فيهربوا ، او على الاقل يبتعدوا عنا قليلا ، لكنه لم يفعل ، فاعدت الصراخ ثانية وثالثة ، وتناولات المسدس لاطلق النار بنفسي ، رباه! ما اتعس تلك اللحظات ، اني كلما تذكرت تلك الحالة المريرة التي كنت فيها يعود الهلع فيغمر نفسي! اي منظر رهيب : اعراب واتراك كثيرون ، والوقت منتصف الليل وفي منطقة مقفرة في بلاد بعيدة ، لا امل هناك ولا معين ...

كنت على وشك الضغط على الزناد ، وفي الوقت نفسه اتوقع ضربة رمح من الطرف المقابل ، واذا بي اسمع صوتا يقول : بادري [٢] ، محمود جلبي! في تلك اللحظة انفتحت علي ابواب السماء وبعثت حيا ، فألقيت السلاح جانبا ، واسرعت الى مصدر الصوت فلحقني رفاقي ، واذ تعرف علي محمود جلبي ، صرخ من فرحه ونزل عن حصانه فتعانقنا طويلا ...

اما محمود جلبي هذا ، فهو انكشاري ، تعرفت عليه في البصرة ، حالته المالية جيدة ، وله مكانة اجتماعية مرموقة ، وهو مهذب للغاية. وكنت قد اودعت عنده سلة كبيرة وضعت فيها اثمن ما عندي من اغراض ليحملها الى بغداد. وكان هناك رجل انكشاري آخر ، اصله من كانيا [٣] التقيت به في البصرة وربطتني واياه اواصر الصداقة وهو من ديار بكر ، وكان قد اتى الى البصرة لبيع بعض الشباب المملوكين الغريغوريين «الارمن». وكان من بين اولئك الشباب


[١] وردت هذه الالفاظ في الاصل.

[٢] كلمة ايطاليةPadre تعني الاب ، اعتاد المسيحيون في العراق اطلاقها على الكهنة والرهبان الاجانب ، ونرى ان الاصطلاح دخل الى الموصل بدخول الكبوشيين الايطاليين ، ويجمعها المسيحيون على بواتر وباتريه وباتريي!.

[٣] ميناء رئيسي في جزيرة كريت.

نام کتاب : رحلة سبستياني نویسنده : الأب جوزيبه دي سانتا ماريا الكرملي    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست