ابن محمّد هو ابن عقيل عن جابر بن عبد الله رضياللهعنه ، قال : بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول الله 6 ، فابتعت بعيرا ، فشددت عليه رحلي ، ثمّ سرت إليه شهرا حتّى قدمت الشّام فإذا هو عبد الله بن أنيس الأنصاريّ [١] ، فأتيت منزله ، فأرسلت إليه أنّ جابرا على الباب [٢] ، فرجع إليّ الرّسول [٣] وقال : جابر بن عبد الله؟ فقلت نعم. فرجع إليه ، فخرج إليّ فاعتنقته واعتنقني ، قال : قلت : حديث بلغني أنّك سمعته من رسول الله 6 في المظالم ، لم أسمعه ، قال : سمعت رسول الله 6 يقول : «يحشر الله العباد ، أو قال: «النّاس ـ شكّ همّام ـ وأومأ بيده إلى الشّام ، «عراة ، غرلا ، بهما» [٤] قال : وما بهما؟ قال «ليس معهم شيء ، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، أنا الملك الدّيّان [٥] ، لا ينبغي لأحد من أهل الجنّة أن يدخل الجنّة وأحد من أهل النّار يطلبه بمظلمة ، ولا ينبغي لأحد من أهل النّار أن يدخل النّار وأحد [٦] من أهل الجنّة يطلبه بمظلمة حتى اللّطمة» : قلت وكيف؟ وإنّما نأتي الله حفاة ، عراة ، غرلا قال : «بالحسنات والسّيّئات» [٧].
[١] هو عبد الله بن أنيس الأنصاري. صحابي من القادة الشجعان من أهل المدينة ، رحل إلى مصر وإفريقية. توفي بالشام سنة ٥٤ ه. له ترجمة في الإصابة ٢ / ٢٧٠ ، النجوم الزاهرة ١ / ١٤٦ وحسن المحاضرة ١ / ٢١١.
[٧] أخرجه البخاري في كتاب الرّقاق ، باب الحشر رقم ٦٥٢٧ ـ ١١ / ٣٧٧ عن عائشة ومسلم في كتاب الجنّة ، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة رقم ٢٨٥٩ ـ والنسائي ٤ / ١١٤ والحاكم في المستدرك ٢ / ٤٣٨ والأسماء والصفات للبيهقي ٧٩ والرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي ١١٠ ـ ١١١.