وهذه الرّحلة بدأت بتقييدها في تلمسان [٥] ، ولم يمكنّي إظهارها هنالك ، وأظهرتها بعد خروجنا منها ، ووقف عليها شيوخنا بمصر وغيرها ، وكان شيخنا زين الدّين بن المنيّر [٦] ـ حفظه الله ـ يستحسن ما يقف عليه منها ، وقد أكملتها ـ والحمد لله ـ منتظمة [٧] على نسقها ، ومستنّة في سننها ، جاريا معها حسبما جرت ؛ مستمليا لها فيما قدّمت وأخّرت ، حتّى استوفي الغرض المطلوب ، وحصل المراد منه والمرغوب ؛ وبالله أعتصم وأستعين ، وهو خير عاصم ومعين ، وإيّاه أستهدي الصّواب ، وأستكفي ما يصم ويسم بالعاب [٨] ؛ إنه بنجح المطالب كفيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
[١] المقصود : يوسف بن يعقوب بن عبد الحقّ المريني ، وسلفت ترجمته.
[٥] تلمسان : مدينتان متجاوتان مسوّرتان ، بينهما وبين وهران مرحلة ، كانت مركزا علميا وحضاريّا أيّام ملوكها من بني عبد الوادي انظر : معجم البلدان ٢ / ٤٤.
[٦] هو علي بن منصور بن المنيّر : فقيه ، قاض ، محدّث ، ولي القضاء بالإسكندرية ، له شرح على البخاري في عدّة أسفار ، وحواش على شرح ابن البطّال ، توفي سنة ٦٩٥ ه انظر حسن المحاضرة ١ / ٣١٧ ، والديباج المذهب ٢١٤.