مسجد مزدلفة نحو الميل. ومن مسجد مزدلفة إلى مسجد عرفة أربعة أميال ، وهو مسجد كبير على يمين الطّريق وأنت ذاهب إلى الموقف ؛ مستطيل من الشّرق إلى الغرب. وفي غربيّه [١] القبلة ، ويعرف بمسجد إبراهيم 7 ، وهو في أوّل عرفة ، وقلّ من يعرفه من الحجّاج. لأنّ الموقف وراءه بميل. وهو على وادي عرفة والوادي هو بطن عرفة. ويقال : إنّ حائطه القبليّ على حدّه ولو سقط ما وقع إلّا فيه. وتوقّف مالك ـ ; ـ فيمن وقف به حتّى دفع ، كأنّه تشكّك هل هو كلّه [٩٨ / ب] في بطن عرفة؟ قال أصبغ : لا يجزئه. ورآه من بطن عرفة.
[عرفة]
قلت : ولعلّ هذا فيمن لم ينو الوقوف بعد خروجه من المسجد ، ويجري فيه الخلاف المذهبيّ في الحاج يمرّ بعرفة ليلة عرفة [٢] ولم ينو الوقوف ، وأمّا لو نوى الوقوف بعد خروجه من المسجد ، لوجب أن يصّح له ، إذ لا يتقدّر الوقوف بعرفة بمقدار ، ويجزىء فيه المرور بنيّة. وليس المسجد على حدّ الحرم. بل ذكر الأزرقيّ «أنّ من حدّ الحرم إلى مسجد عرفة ألف ذراع وست مئة ذراع وخمسة أذرع» [٣]. وقد ظنّ قوم الوقوف ببطن عرفة وبطن محسّر لكونهما ليسا من عرفة ومزدلفة. [٤] وقال ذلك الّلخميّ وعياض وليس كما توهّموا ، ولو كان ذلك لم يحتج إلى استثنائها وقال اللّخميّ : يستحبّ النّزول بنمرة [٥] من عرفة ، وذكر نزول النّبي 6 بها ، ولم يعلم أنّ المسجد وراءها إلى