responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 372

وقد دخلت مسجد دار النّدوة ، فوجدته ملآن من الأوساخ والقمامات ووجدت فيه أناسا نزلوه [١] بأسبابهم وهم يعملون أعمالهم من سائر الصّناعات.

وفي داخل المسجد الحرام عند باب بني شيبة سوق كبيرة بأنواع المبيعات ، من أكثر الأسواق زحاما ولغطا.

وقد رأيت في نزول الرّكب بالمحصّب قوما أدخلوا دوابّهم في مقبرة جديدة مبيّضة وحصنوها داخل الرّوضة على المقابر ؛ ووتدوا لها هنالك أوتادا وبيّتوها [٢] بها ، فمررت عليهم حين أصبح وأنا داخل إلى مكّة ، فرأيت الرّوضة ممتلئة بالرّوث وعاينت منظرا شنيعا [٣] ، فكلّمتهم فقابلوني بالجفاء فانصرفت.

ورأيت بمسجد الخيف ـ طهّره الله ـ بمنى من قلّة تحفّظهم ، وكثرة تهاونهم ، ما يتغيّر له قلب كلّ مؤمن ورأيت في داخله العذرة ، وأنواعا من [٩٤ / ب] الكناسات والأقذار ، ورؤوسا مطروحة ، وجزارة أنتن بها المسجد. وهم يوقدون فيه النّار حتّى اسودّت حيطانه ، [٤] ، وصار كالمطبخة ، فسبحان من قضى بما شاء ، وهو الفعّال لما يريد. [٥]

وبإزاء قبّة زمزم قبّة الشّراب ، يسقى منها النّاس في رمضان ؛ ويجري إليها الماء في قناة تحت الأرض من قبّة زمزم. وبإزائها بيت صغير هو مخزن الكعبة ، وليس في المسجد بنيّة سوى هذه الثّلاث.


[١] في ط : ناسا نزلوا.

[٢] في ط : وبيّتوا.

[٣] في ت : خبيثا.

[٤] في ت : حيطانها.

[٥] اقتباس من الآيتين الكريمتين : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) البروج ١٦.(إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) هود ١٠٧.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست