ملك الحبشة حين أراد هدمها فلمّا نزل بالمغمّس [١] مات أبو رغال فرجم قبره هنالك إلى اليوم.
[المغمّس]
والمغمّس على يمين المصلّي بعرفة ، وليس منها بعيدا ، وقد سألت بعرفة شيخا من أهل البلاد خبيرا بها عن حدود عرفة ، ومسجدها ، فدلّني على موضع المسجد وذكر جهات عرفة حتّى ذكر المغمّس فقلت له : أين هو؟ فأشار لي إلى ناحية اليمين وأنت مستقبل القبلة ، وقد وهم فيه الأستاذ أبو القاسم السّهيليّ [٢] ـ ; ـ فذكر أنّه «من مكّة على ثلثي فرسخ» [٣] وذلك ما لا يصحّ. وليس المغمّس من الحرم ، ولا وصل أصحاب الفيل إلى الحرم ، بل المرويّ خلاف ذلك ، وهو أنّهم لما نزلوا بالمغمّس برك الفيل ، فكانوا إذا وجّهوه إلى ناحية الشّام ولّى يهرول ، وإذا ردّوه إلى اليمن [٤] فعل ذلك ، وإذا وجّهوه إلى الحرم برك ولم يبرح. وإن صحّ الحديث الّذي ذكره السّهيليّ ، وهو أنّه 6 : «كان إذا أراد قضاء الحاجة وهو بمكّة خرج إلى المغمّس على ثلثي فرسخ» [٥]. فمعناه أنّه يخرج إلى ناحية المغمّس لا أنّه يصل إليه ، ولعلّ
[١] المغمّس : موضع قرب مكّة في طريق الطائف. انظر ياقوت ٥ / ١٦١.
[٢] هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ الخثعمي السهيلي : حافظ من العلماء بالعربية واللغة والقراءات والسير ، ولد بمالقة سنة ٥٠٨ ه وكف بصره وهو ابن سبع عشرة سنة له تصانيف منها الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام توفي بمراكش سنة ٥٨١ ه. ترجمته في نكت الهميان ١٨٧ ـ ١٨٨ ـ بغية الملتمس ٣٦٧ وفيها وفاته سنة ٥٨٣ ه ، المغرب في حلى المغرب ١ / ٤٤٨ ووفيات ابن قنفذ ٢٩٢.