responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 350

موضع قريب ، ويدلّ على صحّة ما قدّمت أنّه قد حدّ الميقات بالجحفة ، ومرّة بمهيعة ، وقال صاحب الدّلائل : [١] إنّها قريبة من الحجفة وإن كان أكثر النّاس على خلاف ما حكى ، وإنّ الجحفة هي مهيعة ، وكذلك في إحرام النّبيّ 6 تارة تذكر البيداء [٢] والأكثر ذو الحليفة [٣] ، وما أوجب ذلك إلّا تقارب الموضعين.

وقد خرجنا عمّا كنّا بسبيله ، فلنرجع إلى المقصود فنقول : ذكر أهل الأخبار أن الجحفة كان اسمها قديما مهيعة حتّى نزلها بنو عبيل [٤] إخوة عاد في الدّهر الأوّل حين أخرجتهم العمالقة من يثرب ، فأتى عليهم سيل اجتحفهم فسمّيت الجحفة. وحكى القاضي عياض في مشارقة قولا : «إنّما سميت الجحفة من سبب سيل الجحاف الّذي اجتحف الحجّاج عام ثمانين» [٥] ولا أدري كيف ينطلق اللّسان بحكاية مثل هذا ؛ وبعد أن يحكي كيف لا ينبّه عليه ؛ وذلك أنّها كانت تسمّى الجحفة قبل الإسلام وإلى الآن ، وجاء ذكرها في الأحاديث الصّحيحة والأخبار الثّابتة ، وكان سيل الجحاف في إمارة عبد الملك ابن مروان [٦] فكيف سمّيت به قبل وجوده؟ وأغرب من ذلك أنّ سيل الجحاف


[١] هو كتاب الدلائل على معاني الحديث بالشاهد والمثل لقاسم بن ثابت السرقسطي المتوفى سنة ٣٠٢ ه‌. انظر نفح الطيب ٢ / ٤٩ ، ومنه نسخة خطيّة في مكتبة الأسد الوطنيّة بدمشق.

[٢] البيداء : أرض ملساء بين مكة والمدينة تعد من الشرق أمام ذي الحليفة في أولها بئر. انظر المناسك ٤٢٨.

[٣] ذو الحليفة : هو الموضع الذي أحرم منه الرسول 6 ويبعد هذا الموضع عن المدينة خمسة أميال. انظر المناسك ٤٢٥.

[٤] في الأصل وت : بنو عبيد وهذا تصحيف. وبنو عبيل : قبيلة قد انقرضوا. انظر اللسان : عبل.

[٥] مشارق الأنوار ١ / ١٦٨.

[٦] عبد الملك بن مروان : من أعظم خلفاء بني أمية توفي بدمشق سنة ٨٦ ه

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست